الدكتور مصطفى موساوي لـ"المساء":
دعمونا لبناء دار الطفل المريض بالسرطان
- 1259
طلب رئيس جمعية "البدر"، الدكتور مصطفى موساوي، من المحسنين المساهمة في بناء "دار الإحسان" خاصة بالأطفال المرضى بالسرطان، وشراء دعامات خارجية للثدي، مضيفا أن دعم المحسنين للجمعية، مرده الثقة بينهم، فلا عضو في الجمعية ولا متطوع يمكن له أخذ قطعة خبز أو استهلاك قطرة ماء مخصصة للمرضى.
❊ كيف استطاعت "دار الإحسان" أن تحافظ على سلامة ثوبها الذي ارتدته يوم تأسيسها، أي منذ ثلاث سنوات؟
❊❊ استطاعت "دار الإحسان" الحفاظ على رونقها بفضل تضافر جهود المنتسبين إليها والمتطوعين فيها، حتى أنها أصبحت أكثر جمالا بفضل كل الديكور الذي يزينها، خاصة في شهر أكتوبر، أو ما يسمى بـ"الشهر الوردي".
❊ هل تشعر بالفخر أمام هذا الإنجاز المتميز؟
❊❊ لا أبدا، لا يوجد هناك شعور بالفخر في قلبي، بل حاجتي لأداء أكثر غزارة بالتعاون مع محبي الجمعية. كما أننا نصبو إلى ترك المشعل للشباب الذي من الضروري أن يستفيد من مساحات كبيرة من الحرية كي يقوم بنشاطات لصالح المرضى، فهؤلاء المتطوعون الشباب الحاملون لشهادات جامعية، يقومون كل جمعة منذ تأسيس الدار وحتى قبلها، بزيارة مرضى السرطان بمستشفى "فرانس فانون"، حاملين معهم العصائر والفاكهة. نحن فخورون بـ"البدر جونيور".
❊ ماذا عن مشروعكم الجديد الخاص بالأطفال المصابين بالسرطان؟
❊❊ منح لنا الوالي الأسبق للبليدة ووزير الفلاحة الحالي، عبد القادر بوعزغي، قطعة أرض بحي 13 ماي، تبلغ مساحتها 3000 متر مربع، بغرض إنشاء دار الإحسان خاصة بالأطفال المرضى بالسرطان، الذين مازالوا يتلقون العلاج في مصلحة طب الأطفال بالمستشفى الجامعي "مصطفى بن بولعيد"، في ظل افتقار الجزائر لمصلحة مختصة بمعالجة الأطفال المصابين بمرض السرطان. وسيتم الانتهاء من المخطط الهندسي للدار التي تضم أيضا مشفى وفضاء خاص بأولياء المرضى وعدة فضاءات أخرى، وفي هذا السياق، نطلب من المحسنين المشاركة في تجسيد هذا الصرح.
❊ ألا تشعر بالضغط وأنت مجبر على دفع أجور ما لا يقل عن 15 عاملا بالجمعية؟
❊❊ لا أبدا، لأن المحسنين لا يتوقفون عن مساعدة الجمعية، فهناك مخبزة مثلا، تقدم لنا 70 خبزة كل يوم، ومحسن آخر يجلب لنا الخضر والفواكه كل أسبوع، وثالث يحضر الماء بما يقدر بـ600 لتر كل شهر، ورابع يمنح 60 لترا من الحليب، وخامس يقدم لنا الياغورت، وهكذا، لأننا استطعنا بناء ثقة مع المحسنين من خلال عدم مساسنا لأي شيء منح للمريض، ولا حتى قطرة ماء ولا قطعة خبز يأخذها مسير أو متطوع، كل ما يأتي إلى الجمعية هو لصالح المرضى لا غير.
❊بعد حصول الجمعية على اعتماد وطني، هل ستؤسسون دورا للإحسان في ولايات أخرى؟
❊❊ ليس بعد، نحن الآن نهتم ببناء "دار الإحسان" خاصة بالطفل، يمكن في المستقبل التفكير في هذا، لأن إنشاء "دار الإحسان" ليس قضية بناية فقط، بل هي مسألة تسيير صرح. لم يكن من السهل إنشاء دار الإحسان، فقد كلفنا ذلك الكثير من الجهد والوقت، ونفس الشيء بالنسبة للمركز الخاص بالطفل، حتى أننا أجبرنا على الارتحال إلى دول أخرى، مثل لبنان وفرنسا، للنظر في هذا الأمر والاستفادة من تجارب الغير.
❊ على ذكر انتقالكم إلى دول أخرى، ماذا عن سفريتكم إلى جنيف والجوائز التي تحصلت عليها الجمعية؟
❊❊ ظفرت الجمعية بتكريمين من طرف منظمة الصحة العالمية، الأول سنة 2015 في إطار حملة محاربة التدخين، والثانية في شهر ماي الفارط بجنيف، وحدث هذا أمام كل وزراء الصحة بالعالم وكذا الأمين العام للمنظمة. والتكريم الثاني، كان خلال شهر ماي الفارط بجنيف، نظير عملها المتواصل في مرافقة مرضى السرطان.
❊كيف يمكن تحسيس المواطن بالانخراط في الجمعية أو على الأقل تقديم ولو الشيء القليل لصالح المجتمع؟
❊❊ لو قدم كل إنسان ربع ساعة من وقته لصالح المجتمع، لتغيرت الكثير من الأمور، يمكن لشخصك تأسيس جمعية ولو في أمر قد يبدو بسيطا لكنه مهم، مثل تعريف الحوامل بأهم الخطوات الواجب اتخاذها لتيسير الولادة. كل شخص يستطيع أن يغيّر الكثير في مجتمعه ولو بلمسة واحدة. كما أننا في الجمعية كاليد الواحدة، كلنا نعمل في سبيل تحقيق هدف واحد، نعم العمل والمصداقية والإخلاص، أمور مهمة في مجتمعنا. فليعمل كل منخرط أو متطوع في الجمعية كأنه يعمل لنفسه ويخدم داره.
❊ ماذا عن شعار الجمعية بخصوص "أكتوبر الوردي" لهذه السنة؟
❊❊ تحتفي الجمعية بالطبعة التاسعة لشهر "أكتوبر الوردي"، من خلال تنظيم العديد من النشاطات، وخصصنا هذه الطبعة، شعار "الدعامة الخارجية للثدي لتجديد العلاقة مع الأنوثة"، أو بديلة الثدي، وقد قدمنا السنة الماضية، مئة دعامة للنساء اللواتي أجرين عمليات لاستئصال أثدائهن، نفس الشيء خلال هذه السنة. وفي هذا ندعو المحسنين إلى المساهمة في شراء هذه الدعامات التي لا تقبل التعويض من طرف الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية، كما أنها تساهم بنسبة كبيرة في استعادة ثقة النساء المريضات بأنفسهن، إضافة إلى تمكين جسدهن خاصة منطقة الصدر من تحقيق التوازن المطلوب.
"المساء" حملت السؤال إلى الشباب المتطوّعين ... هل تقبل الارتباط بمصابة بسرطان الثدي؟
حلم كل فتاة هو بناء أسرة وتكوين عائلة والعيش في راحة وسلام مع زوجها وأبنائها، لكن في بعض الأحيان يشاء القدر أن تقف العديد من المصاعب وتجارب الحياة عقبات في طريق الكثيرات، ولعل من بين العوائق الإصابة بمرض خبيث أو مرض معدٍ؛ ما يجعل "حلم" الزواج أمرا شبه مستحيل، لا سيما إذا كان المحيطون بها ليس لديهم أدنى وعي بحقيقة المرض.. وخلف كل مصابة بسرطان الثدي حكاية مؤثرة لتجربة خاضتها في مجابهة المرض على الصعيدين الصحي والنفسي، لا سيما بالنسبة للتي تم استئصال أحد ثدييها أو كلاهما، لتزداد معاناتها وسط مجتمع لا يرحم أحيانا، ما يزيدها معاناة، فتختار الكثيرات الاختباء والتستر عن الموضوع.
ولمعرفة مدى معاناة المصابة بسرطان الثدي في إيجاد "فارس الأحلام" طرحت "المساء" سؤالا بسيطا على بعض الرجال من مستويات علمية مختلفة، منهم من أظهر إمكانية الاحتكاك ببعض المصابات في جوابه عن سؤال: "هل الجزائريّ قادر على الزواج بمصابة بسرطان الثدي؟"، ونقلنا في هذه الأسطر الإجابات.
بداية كان لنا حديث مع "م.ب" ناشط جمعوي ومحتك بالمصابات بسرطان الثدي منذ أكثر من 6 سنوات، الذي أوضح أن الجزائري يصعب عليه تقبّل مصابة بسرطان الثدي، وهذا راجع بالنسبة له إلى ضعف الوعي الصحي، وخوفا من تحمل مسؤولية علاجها؛ لغياب التحسيس الضروري بحقيقة هذا المرض؛ إذ لا فرق بين المصابة والسليمة، فالمرأة المصابة هي الأخرى قادرة على تأدية نفس المهام التي تقوم بها المرأة السليمة، ويمكنها أن تحمل وتنجب أولادا، مضيفا أنه باعتباره احتك لفترة طويلة بهذه الفئة فهو متفهم لها ومقدّر وضعيتها. وفي سؤالنا المباشر "هل بإمكانك الزواج من امرأة مصابة؟" لم يتمكن من إعطائنا إجابة صريحة بنعم أو لا وإبداء موقفه الحقيقي من ذلك، واكتفى بالقول إنه لا فرق بين امرأة مصابة وأخرى سليمة.
وعلى صعيد آخر، أوضح (ب.رضا) صحفي ومشارك في العديد من الحملات التحسيسية والتوعوية لمكافحة السرطان والتشخيص المبكر له، "نعيش اليوم واقعا لا يمكن الهروب منه، فالمرأة المريضة أو حتى الرجل المريض في نظر الطرف الآخر هو شخص ناقص، فالمصابة بسرطان الثدي والتي تم استئصال ثديها رغما عنها، هي امرأة غير كاملة، فقدت جزءا من أنوثتها، ولهذا تجده يتخوّف من الارتباط بها. وفي رده على سؤالنا أوضح بكل صراحة، أنه يرفض الفكرة من أساسها إلا في حال واحدة؛ أن يكون يعرف الفتاة وينشأ حب بينهما؛ فلا شيء ولا حتى المرض يغيّر رأيه أو نظرته إليها. كان هذا رأي عامل بالسلك الطبي "ج.محمد"، الذي أكد أن البعض لازالوا يعتقدون أن السرطان مرض معد، لهذا يتخوّفون من الارتباط بامرأة مصابة به، وهي نفس حال بعض النساء اللواتي يتجنّبن الارتباط برجل مصاب بمرض معيّن، لاسيما السرطان، مشيرا إلى أن مبدأ الكثيرين واحد؛ أن التضحية تكون إن كان هناك مودة كبيرة بين الرجل والمرأة، في هذه الحال يمكن تقبّل الطرف الثاني مهما كانت وضعيته، لكن الرجل بطبعه أناني يبحث عن الكمال رغم أن الكمال لله، فله ذلك المعيار الذي دائما يسبق كل الشروط الأخرى عند بحثه عن نصفه الثاني، وهو الجمال والرشاقة عند الفتاة، وإصابة المرأة بسرطان الثدي في نظر الكثيرين هو فقدانها لرمز أنوثتها.
ومن جهة أخرى، أوضح "ص.وائل" أنه يرفض مطلقا الارتباط بامرأة مصابة بأي مرض رغم إدراكه أن "المؤمن مصاب" ولا أحد معفى كليا من احتمال إصابته بمرض أو إعاقة، لكنه مقتنع بالبحث عن زوجة سليمة، وهو حقه المشروع، مشيرا إلى أن سرطان الثدي ككل السرطانات الأخرى، غير معد، لكن قد ينتقل بالعوامل الوراثية، وذلك يعني إمكانية إصابة الأبناء بهذا المرض الخبيث، وعليه كان رده أن ارتباطه بامرأة مصابة مستحيل، وتبقى حياة العزوبية أفضل من تحمّل عبء شخص ثان، على حد تعبيره.