افتتاحه بمناسبة المولد وغرة نوفمبر يدشن حقبة جديدة
رمز للسيادة والدين الأقوم
- 987
في أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ونوفمبر الثورة واستعادة السيادة الوطنية، والترحم على قوافل الشهداء الذين حرّروا هذا الوطن المفدى، ينتظم عرس افتتاح جامع الجزائر الأعظم، ليؤسّس لحقبة جديدة في جزائر جديدة يأمل أبناؤها أن تكون الأنفع والأجدى، في كلّ الجوانب، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية الثقافية، وإنه ليحق للجزائريين أن يعيدوا، بهذه المناسبة، ترديد تلك الأغنية التي كان تلهج به القرائح بعد الاستقلال، ومطلعها ”آمحمد مبروك عليك الجزائر رجعت ليك”، بعد عقود من الاستعمار والإرهاب والفساد، كانت كلها تسير في اتجاه الترويع والتجويع والتركيع، لكن يشاء الله وبفضل المخلصين أن تتخطى بلادنا كل هذه المراحل وتخرج سالمة مسلمة مسالمة، وتصبح، رغم مخطّطات التكسير، قبلة الأحرار وأنموذجا لحصافة الرأي ورقي الدبلوماسية.
في هذا الملف الذي تخصّصه ”المساء” بمناسبة افتتاح هذا المَعْلَم الكبير، يتحدّث أهل الدين وأصحاب العلوم التقنية عن الدور الهام الذي سيلعبه هذا المجمع الضخم، الذي سيضاهي الأزهر المصري والزيتونة التونسي والقيروان المغربي والأزرق التركي، حيث يتوقعون أن يتحول جامع الجزائر الأعظم إلى رافد كبير للإشعاع، ومرجعا في الإسلام المعتدل، بعيدا عن الفلسفات الدينية الأخرى التي تميل ميلا كبيرا إما بالتشدد أو التمييع، ويذكر محدثونا، ممن أدلوا بآرائهم حول هذا الصرح المشهود له بضخامة المبنى ورمزية المعنى، أنّ الجزائر أسّست حقا لهيئة سيادية لها أثرها في توجيه الرأي العام وتنويره، بما يحفظ الدين ويذود عن الوطن ويسهم في نشر قيم السلام والإسلام المعتدل، ومواجهة كلّ الأفكار الهدامة والمقاربات المنحرفة.
كما ينصح أهل الاختصاص المعماري أن تولي الدولة اهتماما للحفاظ على مبنى وتجهيزات هذا الصرح الضخم، الذي ستكون تكلفته كبيرة وتتطلّب هندسة مالية خاصة، تنطلق من حسن اختيار أحسن المؤسّسات المختصة في الصيانة، كتلك الموجودة في مختلف الصروح الدينية الكبرى، والأخذ بعين الاعتبار تكوين مدرسة وطنية تعنى بتكوين المختصين في هذا المجال لترشيد المال العام وجعل هذا الصرح الكبير نموذجا حقيقيا في الإشعاع الديني والفكري والنجاعة السياسية والاقتصادية والثقافية.