إقبال محتشم على نقاط بيع المواشي بالعاصمة

سماسرة "الفايسبوك" يُلهبون سوق الأضاحي

سماسرة "الفايسبوك" يُلهبون سوق الأضاحي
  • القراءات: 1200
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تشهد مواقع بيع الماشية بالعاصمة، إقبالا محتشما من المواطنين هذه السنة، قبل أسبوعين من عيد الأضحى المبارك؛ بسبب الارتفاع المحسوس في الأسعار. وقامت "المساء"، في هذا الشأن، بجولة عبر مختلف النقاط المنتشرة ببلديات باش جراح والحراش وبئر توتة؛ حيث تراوحت أسعار الأضاحي بين 6 و8 ملايين سنتيم فما فوق بالنسبة للخرفان والكباش، فيما ارتفع سعر النعاج أيضا، وهي التي كان يلجأ إليها ذوو الدخل الضعيف.

ولا يفوّت زائر نقاط بيع المواشي بالعاصمة، ملاحظة غلاء أسعار الماشية، التي ارتفعت مقارنة بالسنة الماضية؛ إذ بلغ سعر الخروف الصغير جدا، 50 ألف دينار. وأكد أحد الباعة في هذا الصدد، أن أسعار الأضاحي قد ارتفعت هذه السنة بأكثر من 8 آلاف دج مقارنة بالعام الماضي، مرجعا سبب ذلك إلى غلاء الأعلاف بالدرجة الأولى وإن كان الواقع يؤكد أنها متوفرة في الأسواق، خصوصا منها الأعلاف الجافة.

السماسرة بالمرصاد كالعادة

ويستغل السماسرة مناسبة عيد الأضحى لرفع أسعار الأضاحي؛ حيث قال محدث المساء، إن أغلب الباعة الموجودين في العاصمة ليسوا بموالين، بل يغيّرون نشاطهم العادي في هذه المناسبة الدينية، ويشترون المواشي بأسعار معقولة، ليعيدوا بيعها بأضعاف سعرها. وأوضح بائع آخر أن الأسعار عرفت ارتفاعا كبيرا؛ فالخروف الذي كان سعره 45 ألف دينار خلال العيد الفارط، ارتفع سعره هذه السنة إلى 52 ألف دينار، في حين ارتفعت أسعار الأضاحي متوسطة الحجم، لتصل حتى 70 ألف دينار، معترفا بغياب الإقبال هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية.

إقبال محتشم من المشترين

بدأ المواطنون قبيل حلول عيد الأضحى المبارك هذه السنة، يقبلون على مواقع ونقاط بيع المواشي، للاستفسار عن أسعار الأضاحي؛ حيث انتشرت نقاط البيع العشوائية بمختلف بلديات العاصمة، على غرار الحراش، وباش جراح، وبئر توتة التي زارتها "المساء".

ورغم قرار والي العاصمة الذي يمنع بيع الماشية على مستوى كل بلديات ولاية الجزائر؛ تفاديا لانتشار النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية التي تعوّد المواطنون على ارتيادها ككل سنة في الساحات العمومية، إلا أن ظاهرة المواقع "غير الشرعية"، لاتزال تطبع الجو العام في كل سنة، لتزداد حدتها هذه السنة. ولم يجد بعض الموالين من وسيلة لعرض وتسويق ماشيتهم سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر، بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هي الحال بالحراش وبئر توتة.

وأكد لنا بعض الموالين أنهم لم يجدوا طريقة لبيع ماشيتهم سوى باللجوء إلى كراء المستودعات، في حين لم يعبأ البعض الآخر، بقرار منع مواقع البيع، واحتلوا بعض المساحات العمومية. وقال أحد المواطنين في تصريحه لـ«المساء، إن عرض الأضاحي داخل مستودعات من شأنه القضاء على نقاط البيع العشوائية، كما يقلل من حدة انتشار النفايات في الشوارع، مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة في كل سنة، فيما أوضح آخر: "ما باليد حيلة سوى اللجوء الى استئجار المستودعات؛ لتفادي حجز الماشية".

برنامج ولائي خاص بعيد الأضحى

وضعت ولاية الجزائر إجراءات احترازية للتحضير لعيد الأضحى المبارك؛ على غرار المطالبة بشهادة صحية تكون مرافقة للماشية من نقطة الانطلاق إلى نقطة البيع، إلى جانب تجنيد كل البياطرة على مستوى نقاط البيع، وعلى مستوى المذابح أيام العيد.

وستكون جميع منشآت الذبح الموزعة بالعاصمة في الأيام الثلاثة للعيد، مفتوحة؛ لتمكين المواطنين من نحر أضاحيهم في مكان تتوفر فيها الرقابة. وسيتم ضمان نظام المداومة من قبل المصالح البيطرية الولائية، على مستوى المجالس الشعبية البلدية، وكذا على مستوى أماكن الذبح.

خدمات مغرية لاستمالة الزبائن

يلجأ العديد من بائعي المواشي من "سماسرة" وتجار، إلى ابتداع طرق أو حتى حيل تسويقية جديدة، تكون أكثر إغراء؛ من أجل استمالة الزبائن وجذبهم، وتشجيعهم على اقتناء أضاحي العيد وفق تسهيلات كثيرة ومتعددة.

ويعتمد هؤلاء على طرق التسديد بالتقسيط المريح جدا، والتي تصل، أحيانا، إلى تخفيضات "غير متوقعة"، مثل ما يحدث بحي وادي أوشايح بباش جراح، و"سانكوري" بالحراش، حيث أصبح العديد من بائعي المواشي يقترحون إغراءات إضافية على الزبائن والمواطنين، فمنهم من بات يقترح على الراغب في شراء أضحية العيد، إمكانية التكفل المجاني بالأضحية التي يقتنيها صاحبها؛ من خلال الاحتفاظ والتكفل التام بها، وبشكل مجاني، إلى غاية ليلة أو صبيحة العيد. كما يقترح آخرون التكفل بتأمين العلف والنقل مجانا، لكل زبون يشتري رأسا أو أكثر من الماشية. وهناك من بات يقترح على زبائنه، التكفل بعملية النحر المجاني، وتقطيع لحم الأضحية بعد ذلك؛ كخدمة إضافية مجانية مقابل شراء أضحية العيد.