القرية المتوسطية

قلب الألعاب.. براعة جاهزة وقوة متأهبة

قلب الألعاب.. براعة جاهزة وقوة متأهبة
  • القراءات: 1760
سعيد . م سعيد . م

منحت اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، القرية المتوسطية اهتماما خاصا، فهي "قلب الألعاب "كما سماها، سليم إيلاس، مدير عام الألعاب المتوسطية، وقد انقسمت الأشغال بالقرية المتوسطية إلى شطرين، الأول يتعلق بالأجنحة، وعددها 74 جناحا، وهي مكان إقامة الرياضيين والتي انتهت الأشغال بها تقريبا، ولم تبق سوى الرتوشات البسيطة عليها، أما عن التهيئة الخارجية، فقد بلغت نسبة 80 بالمئة، على أن تنتهي الأشغال برمتها في غضون الشهرين القادمين. ومثلها مثل المركب الأولمبي، استفادت القرية المتوسطية من حملة تشجير، أشرفت عليها اللجنة المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022، وشارك فيها أعضاء من الهلال الأحمر الجزائري، والكشافة الإسلامية، تم خلالها غرس 2000 شجيرة، قدمتها محافظة الغابات لولاية وهران، وجاءت هذه المبادرة في إطار التهيئة الخارجية ،التي عرفها مشروع القرية المتوسطية .

وعرفت القرية المتوسطية بعض التعديلات، حيث كانت مبرمجة في بداية الأمر كإقامة جامعية، قبل أن يتم تحويلها إلى قرية متوسطية بـ2969  غرفة من 3 نجوم، من بينها 48 غرفة لرؤساء الوفود، بإجمالي 4200 سرير، تستقبل في المجمل 4280 رياضيا بأطقمهم من 26 دولة، وتم اعتماد أسرة ذات 2,20 متر طولا، و1,80 متر عرضا، وإدراج جناح جديد للإطعام، بعدما وقفت لجنة تنظيم الألعاب على عدم قدرة المرافق الخمسة، التي تم تخصيصها للإطعام على استيعاب العدد الكافي من الرياضيين ناهيك عن توفير الوسائل البيداغوجية، أين تم تخصيص فضاءات لم تكن مدرجة أيضا في دفتر الشروط في إطار، يتماشى مع المتطلبات الرياضية، ويمزج بين السياحة والراحة والترفيه، وهو ما سيجعل من القرية المتوسطية تحفة فريدة، من نوعها على مستوى القارة الإفريقية . ومثلها مثل المركب الأولمبي، ما كان للأشغال أن وتيرتها الحالية لولا صرامة السلطات العمومية، التي أرغمت المؤسسة الصينية "أم. سي. سي" على رفع تعداد عمالها، والعمل بنظام الدوام (3-8)، وقد مكن هذا الحزم من  تسليم مركز المراقبة بالفيديو الخاص بالصرح، الذي ستقوم بمعاينته وباقي مرافقه اللجنة الدولية المتوسطية، التي ستقدم إلى وهران يومي 11 و12 ديسمبروقد تمت المصادقة مؤخرا على مستوى المجلس الولائي على إنشاء مؤسسة خاصة، تتكفل بتسيير القرية المتوسطية خلال الألعاب وبعدها.

مركز الاتفاقيات "أحمد بن محمد".. فضاء مثالي للنجاح والابداع

لم يكن مركز الاتفاقيات "أحمد بن محمد"، معنيا بالحدث المتوسطي، إلا أن اللجنة الوطنية لتنظيم الألعاب المتوسطية أدرجته رسميا لاستضافة منافسات 6 رياضات وهي الكاراتي- دو والتايكواندو والملاكمة والجيدو ورفع الاثقال والمبارزة وتنس الطاولة، بعدما كان مقررا استضافتها بقاعتي السانية وقديل، في إجراء حفزته "دواعي تنظيمية"، حسب مدير الشباب والرياضة، ياسين سيافي، موضحا أن مركز الاتفاقيات، يعد فضاء مثاليا لضمان نجاح تنظيم منافسات هذه الرياضات، كونه يتميز بمواصفات عالميةوأكد سيافي، أن القاعات المختلفة التي يحويها المركز، ستتدعم بتجهيزات متحركة خاصة بكل رياضة، بالإضافة إلى تركيب مدرجات متحركة أيضا خاصة بالجمهور، غير أن قرار نقل 6 رياضات إلى مركز الاتفاقيات "أحمد بن محمد"، يبقى بيد اللجنة الدولية المتوسطية، وليس بيد اللجنة الوطنية المنظمة، التي اقترحت هذا الإجراء، بعد التنسيق مع الاتحادات الرياضية الوطنية المعنيةوقد سبق لمركز الاتفاقيات الواقع بحي "العقيد لطفي" بوهران ، أن استضاف عدة تظاهرات رياضية كبطولة البحر الأبيض المتوسط لكمال الأجسام،  فضلا عن تظاهرات اقتصادية وتجارية وثقافية على غرار مختلف المعارض والصالونات، كما يحتضن مركز الاتفاقيات المركز الاعلامي، خلال التظاهرة المتوسطية .

ملاعب كرة القدم.. مكاسب للحدث الرياضي وإرث للمستقبل

فضلا عن الملعب الأولمبي الجديد ببلقايد، الذي يستضيف نهائي كرة القدم في الألعاب المتوسطية، اختير ملعب "احمد زبانة" ليكون من ضمن أربعة ملاعب، تحتضن منافسات كرة القدم في التظاهرة، وكباقي الهياكل الرياضية المدرجة في عمليات الترميم، استفاد الملعب الأسطوري الذي يستوعب 40 ألف متفرج، من إعادة تهيئة غرف تغيير الملابس، والواجهة الخارجية وطلاء كامل وتنصيب لوح إلكتروني كبير، وأبواب إلكترونية كتجربة أولى في البلاد.

كما أدرج  كذلك ملعب سيق الجديد بولاية معسكر والذي يتسع لـ20 ألف متفرج، وهو "تحفة" معمارية، ويعد هذا الملعب الذي يبعد عن مدينة وهران بحوالي 50 كلم واحدا من المرافق الرياضية التابعة لمركب رياضي كبير، يضم أيضا قاعة متعددة الرياضات، تتسع لـ2000 متفرج، وملعبا لألعاب القوى وثلاثة مسابح من بينها مسبحا أولمبيا، وهي المرافق التي دخلت الخدمة منذ فترة. ويحتوي ملعب سيق الجديد على مدرجات مغطاة بالكامل، وعلى تجهيزات حديثة على غرار المراقبة بالكاميرات وأبواب الكترونية  وأربع غرف لتبديل الملابس، وأسندت أشغال إنجازه، والتي انطلقت سنة 2014 إلى مؤسسة جزائرية، وكذا الأمر من أجل تغطية أرضيته بالعشب الطبيعي ، وكلف الخزينة العمومية مبلغا يقدر بـ1,7 مليار ديناروأدرج أيضا ملعب مرسى الحجاج الجديد، التابع لمديرية الشباب والرياضة لوهران، والمعشوشب اصطناعيا من الجيل الأخير، والذي يتسع لـ5400 متفرج ، وسيخصص لتدريبات المنتخبات المشاركة في الحدث الرياضيتجدر الإشارة، إلى أن مباريات كرة القدم للألعاب المتوسطية القادمة، مخصصة لفئة أقل من 20 عاما .

جامعة العلوم والتكنولوجيا"محمد بوضياف".. 370 مليون دج لتأهيل القاعة والمسبح

ورغم إنجازها منذ عقود، إلا المنشآت الرياضية التابعة لجامعة العلوم والتكنولوجيا "محمد بوضياف"، لم تستغل بالشكل الأمثل، لتخريج نخبة جامعية مفيدة للمنظومة الرياضية في الجزائر، فشابها الإهمال إلى أن جاءت الألعاب المتوسطية، و"لدواع تنظيمية"، كما يحلو لمدير الشباب والرياضة، ياسين سيافي القول، لنفض الغبار عنها، حيث حظيت مؤخرا بزيارة الأمين العام لولاية وهران، شايب بوبكر، واستفادت من مبلغ مالي يقدر بـ370 مليون دينار، لإعادة ترميم القاعة متعددة الرياضات والمسبح الأولمبي، الذي سبق وأن شهد ترميما جزئيا على عاتق إدارة الجامعة بتكلفة مالية تقدر بـ170 مليون سنتيم، لتركيب مضخات جديدة، لكن تبين أن المسبح بحاجة لإعادة تأهيل كبيرة، من خلال تجديد نظام التفريغ، وتجديد القنوات الداخلية والخارجية، ونظام التصفية والتدفئة المركزية وكل هذه الأشغال تكلف لوحدها 207 مليون دينار. وسيخصص المسبح الأولمبي لجامعة "إيسطو"، لمنافسة كرة الماء في الألعاب المتوسطية القادمة.   

حقل الرماية ومرافق أخرى في طريق التسليم

منشآت أخرى، سواء الجديدة أو التي تخضع لإعادة التهيئة، ستسلم  خلال الأشهر القليلة القادمة كالقاعة متعددة الرياضات ببئر الجير، التي يتوقع جاهزيتها شهر جانفي القادم، وكذا حقل الرماية بسيدي بن عقبة، الذي تمت توسعته بتوصية من اللجنة الدولية المتوسطية، وحسب مسؤولي اللجنة المنظمة للألعاب، فإن تأخر تهيئة حقل الرماية، يعود لأسباب تقنية، حيث كان مبرمجا ترميمه، لكنه تقرر بمعية السلطات العمومية، تعديل دفتر شروط تشييده، وتحويله إلى حقل للرماية بمعايير دولية، بالاعتماد على خبراء عالميين في المجال، الذين سيعطون آخر التوصيات، قبل دخوله حيز الخدمة بداية العام القادم، على أمل تنظيم إحدى المسابقات العالمية مستقبلا .  كما برمجت ساحة حديقةسيدي محمد،لاحتضان منافسة كرة السلة الثلاثية ( 3-3 ) .

المنافسات الرياضية..  6 لجان عملياتية تشرف على الرياضات المدرجة

وأطلقت لجنة المنافسات الرياضية، التي يرأسها، ياسين أعراب، نظاما جديدا في إطار استعدادها للعرس المتوسطي، من خلال إنشاء 6 لجان عملياتية تابعة للجنة الرئيسية ، تضم كل لجنة في عضويتها ثلاثة مسؤولين: رئيس لجنة ومدير منافسة التابع لاتحادية الاختصاص ورئيس موقع، تابع لمديرية الشباب والرياضة، وتشرف كل لجنة على 4 اختصاصات رياضية.

المنافسات التجريبية.. 12 منافسة وطنية ودولية في الأجندة

لم تنتظر اللجنة الولائية المنظمة لألعاب البحر الأبيض المتوسط كثيرا، لإطلاق منافسات تجريبية قبل الموعد الرياضي، للوقوف على النقائص المسجلة وتصحيحها، من جملة 12 منافسة وطنية ودولية اقترحتها لجنة التنظيم كمسابقات تجريبية للموعد المتوسطي، ودخلت العملية حيز التنفيذ بالفعل، بتنظيم المرحلة الأولى من أول بطولة لـترياتلونفي الجزائر، والتي أقيمت بمركب الأندلسيات ، وسباق نصف الماراطون في أكتوبر الماضي بوهران، وبعده استضافة الملعب الأولمبي الجديد ببلقايد شهر جوان الماضي، لقاء دوليا وديا بين المنتخب الوطني للاعبين المحليين ونظيره الليبيري .

جاءالدوربعدذلكعلىقاعةقصرالرياضات "حمو بوتليليس"، التي احتضنت نهائي الكأس الممتازة في كرة اليد، ومركب الأندلسيات، لاستضافة البطولة الوطنية للشراع، وستتوالى المسابقات التجريبية الوطنية منها والدولية، كالبطولة الوطنية للتجديف داخل القاعة بداية فيفري من العام القادم، وفي الشهر الموالي، البطولة العربية للأندية الحائزة على الكؤوس في كرة اليد، والبطولة الإفريقية للجيدو في ماي المقبل، ما يمثل سانحة للترويج الجيد للألعاب المتوسطية، وهو المجال الذي تم تسجيل تأخر محسوس فيه".

وكان مقررا أن تقام البطولة الإفريقية للدراجات الهوائية على المسارين المختارين، الخاص بالسباق على الطريق، والسباق ضد الساعة في سبتمبر الماضي، كمنافسة تجريبية هي كذلك تحسبا للألعاب المتوسطية ،إلا أنها تأجلت في آخر المطاف إلى موعد آخر، لم يتم تحديده بعد على خلفية الأزمة الصحية العالمية ،التي سببتها جائحة "كورونا". ولذات السبب كذلك، تأجلت  البطولة الإفريقية لألعاب القوى، التي كان مقررا لها شهر جوان الماضي بمضمار الملعب الرئيس، ببلقايد ، وستعوض بتنظيم بطولة وطنية شهر جانفي القادم بملعب ألعاب القوى فور الانتهاء من إنجازه