سارة زيد المال، عون الحماية المدنية

مثال للمرأة الشجاعة التي تتحدى الصعاب

مثال للمرأة الشجاعة التي تتحدى الصعاب
  • القراءات: 938
ق. م ق. م

أصبحت عون الحماية المدنية سارة زيد المال، من سيدي بلعباس، مثال للمرأة الشجاعة بممارستها لمهامها النبيلة بكل عزيمة وتفان في سبيل مساعدة الآخرين وإنقاذ حياتهم من شتى الأخطار.

وقد التحقت سارة بوحدة التدخل والتدريب للحماية المدنية بالجزائر العاصمة (دفعة 2013)، وعمرها لم يتجاوز 22 ربيعا، حيث تلقت تكوينا نظريا وتطبيقيا لمدة سنة مكنها من تعلم الكثير لتكون عون تدخلات تمارس مهنتها حاليا بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية بسيدي بلعباس وتواجه الأخطار المحدقة بكل شجاعة. ولطالما حلمت أن تلبس بدلة الحماية المدنية منذ صباها وهي في المدرسة، عندما كان أعوان الحماية المدنية ينظمون حملات تحسيسية على مستوى المؤسسات التربوية، فحسب اعترافها لم يكن هذا الاختيار عشوائيا، بل كان عن إصرار وتحد منذ الصغر. وتعمل سارة في الميدان تمتطي شاحنات النجدة والإنقاذ وتتدخل في مختلف حوادث المرور وحرائق الغابات وتواجه الأخطار والكوارث كما تقتحم كل الأماكن الوعرة عندما يتعلق الأمر بالبحث عن المفقودين في الغابات والجبال. فحسب قولها: "لا شيء أجمل من إنقاذ حياة الآخرين، ومد يد المساعدة لهم فكلما نجحت المهمة زاد الإصرار والعزيمة"، مضيفة وكلها عزم وجدية: "أنسى كل الصعاب عندما أقدم أنا وزملائي المساعدة لشخص ما يكون في خطر ويكاد يفقد حياته ورؤيته يتنفس من جديد متشبثا بالحياة تمحي كل التعب وتبث فينا الحيوية والنشاط من أجل تقديم المزيد".

ولأن العمل في الحماية المدنية يواكب دوما الأحداث والمستجدات، وجدت سارة نفسها رفقة زملائها في الصفوف الأولى لمواجهة فيروس كورنا حيث كانت تشارك في نقل المرضى مع بداية الجائحة، وإن لم تتوان عن تقديم المساعدة للمرضى كانت دوما شديدة الحرص على تطبيق الحجر الصحي خوفا من نقل العدوى لأهلها. وعلى الرغم من أن عملها في الحماية المدنية يتطلب منها الدوام على مدار 24 ساعة لتلبية اتصالات النجدة والتدخل، إلا أن سارة وجدت في وقت فراغها متسعا لاستكمال دراستها بجامعة التكوين المتواصل حيث تحصلت على شهادة في تسيير الموارد البشرية. كما تعمل دوما على الحفاظ على لياقتها البدنية من خلال متابعة التدريبات والمواظبة على ممارسة الرياضة، حيث حققت خلال مختلف المنافسات الرياضية المنظمة على المستوى الجهوي ما بين مديريات الحماية المدنية نتائج مرضية، ونالت بها ميداليات لحصولها على المرتبة الثانية على المستوى الجهوي في مختلف التخصصات الرياضية.

ويشهد لسارة زملاؤها في العمل بالجدية والمثابرة منذ أن التحقت بعملها، حسب ما أوضحه من جهته المكلف بالأعلام والاتصال بالحماية المدنية لسيدي بلعباس، النقيب قادة وارث، مشيرا إلى أنها "مثال للمرأة الشجاعة التي تتحدى الصعاب وتؤدي عملها على أكمل وجه في أصعب الظروف ما جعلها تحوز على احترام وتقدير كل من يعمل معها".