المختص الاجتماعي حسين زوبيري:

مظاهر الاحتفال بمولد خير البرية دليل على عمق الهوية الدينية

مظاهر الاحتفال بمولد خير البرية دليل على عمق الهوية الدينية
  • القراءات: 669
رشيدة بلال رشيدة بلال

أكد  المختص الاجتماعي الأستاذ حسين زوبيري، في معرض حديثه مع "المساء"، بأن الاحتفالات ذات الطابع الديني، التي يوليها المجتمع الجزائري أهمية، عبارة عن محطات اجتماعية ولديها رمزية ثقافية اجتماعية ودينية، تؤكد اهتمامه الكبير وحرصه العميق على كل ما يتعلق بهويته، مشيرا إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، محطة تعكس عمق امتداد الهوية الإسلامية، والتأكيد على الانتماء إلى هذا الدين، من خلال التمسك بإحياء هذه المحطة الهامة، دون أن يحتاج إلى أن يذكره بها أحد، لأنها تعبر عن جزء من الهوية الاجتماعية، وامتداد للانتماء الديني الإسلامي وللعالم  العربي عموما.

حسب المختص الاجتماعي، فإن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يمثل في وجدان الجزائري ذلك الامتداد للهوية الدينية، يبقى البعد الاجتماعي المرتبط ببعض التحضيرات التي لها علاقة بتجهيز بعض الأكلات الشعبية والحلويات التقليدية، مثل "الطمينة"، كلها تعكس مدى بحث الجزائري عن العمق الهوياتي، من خلال الاهتمام بالبحث في كل ما  هو تقليدي قديم، سواء تعلق الأمر بما يؤكل أو يلبس، من خلال ما يتم إحياؤه من عادات وتقاليد مرتبطة  بالتحضيرات، والتي يكون فيها كل ما هو تقليدي حاضر بقوة، إلى جانب بعض المظاهر الأخرى، التي تعكس أيضا الارتباط  المجتمعي، ممثل في التفاف العائلة والبحث عن العائلة الممتدة ،لافتا إلى أن كل هذه المظاهر وإن كانت لا تعكس البعد الروحي للاحتفال بمولد خير البرية، لأننا نجد مثل هذه المظاهر في بعض المناسبات السعيدة الأخرى، يوضح: "بالتالي فإن المظاهر الاجتماعية وإن انحرفت نوعا ما، ألا أن وزارة الشؤون الدينية تحاول في كل مرة، لفت الانتباه إلى الطريقة المثلى للاحتفال، لأن التمسك بالبعد الديني موجود في وجدان كل جزائري، يبقى فقط تغيير طريقة الاحتفال، خاصة وأن مناسبة إحياء مولد خير البشرية، تعتبر في الذهنية المجتمعية بابا من أبواب الفرح، التي يحاول أفراد المجتمع من خلالها، التعبير عن فرحتهم عن طريق عدد من المظاهر الاحتفالية".

أشار الأستاذ زوبيري، إلى أن التقليد الاجتماعي في الاحتفال بمولد خير البرية، يكاد يتغلب على البعد الديني في جانبه المظهري، إلا أن هذا لا يمنع بأن البعد الديني والروحي موجود، والتأكيد على أهمية الانتماء واضح، وهو ما تعكسه الجالية الجزائرية في الخارج، التي تحاول تعزز انتمائها وتمسكها ببعدها الديني والروحي، لأنها تدخل في باب المقارنة مع احتفالات المجتمعات الغربية. يردف المتحدث "الأكيد أيضا أن المولد فرصة لتوحيد الجزائريين و موعد لرص صفوفهم، وتمتين أواصرهم، بأن الضمير الاجتماعي الجزائري، حريص على إحياء هذه المحطة السعيدة، وهي مناسبة فرح ينبغي فقط أن تعزز من خلال تهذبها، في إطار تنمية اجتماعية، الهدف منها اكتساب أخلاق جديدة، وتعزيز العلاقات الاجتماعية وتقوية صلة الرحم، عن طريق الاقتداء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ."