اليوم العالمي لحرية الصحافة
”الحراك” جسر الإعلام لحرية التعبير
- 2052
تحتفل الصحافة الجزائرية اليوم، كغيرها بالعيد العالمي لحرية التعبير المصادف لـ3 ماي من كل سنة، في أوضاع خاصة تختلف عن السنوات الماضية، تزامنت مع حراك شعبي حرر الصحافة الوطنية العمومية والخاصة بمختلف توجهاتها وكسر القيود.
تمكنت الصحافة الجزائرية بالرغم من أنها صحافة حديثة النشأة من أن تصنع مشهدا إعلاميا جزائريا رغم الصعوبات والمضايقات التي واجهتها ولا زالت تواجهها، فمن زمن الأحادية إلى زمن التعددية ناضلت الصحافة الجزائرية العمومية والخاصة بمختلف عناوينها لنقل صوت الشعب والتعبير عن ألامه وآماله، وحققت عدة انجازات رغم الضغوطات التي تستهدف الحقيقة والقلم الحر خاصة خلال العشرية السوداء، حيث دفعت الصحافة فاتورة غالية وضحت بقائمة طويلة من خيرة وأكفأ أبنائها.
لكن رغم كل هذه العثرات تمكن الإعلام الجزائري من الوقوف على رجليه في كل مرة، وصمد أمام الضغوط التي بالرغم منها يحلم الصحفيون الجزائريون اليوم، بصحافة حرة تقدم خدمة عمومية موضوعية ذات مصداقية احتراما لأخلاقيات المهنة ولحق المواطن في الإعلام، وليس خدمة لأية جهة كانت.
ولتحقيق هذه الأهداف خرج الصحفيون الجزائريون، على اختلاف الوسائل الإعلامية التي يشتغلون بها عمومية وخاصة، مكتوبة ومسموعة ومرئية، في وقفات احتجاجية مساندين للحراك الشعبي ومطالبين بتكريس مبدأ حرية التعبير وتمكينهم من ممارسة مهامهم بدون قيود، وفقا للقوانين الدولية التي وقعت عليها الجزائر، ووفقا لما ينص عليه الدستور وقانون الإعلام. فكانت ساحة حرية الصحافة بأول ماي بالعاصمة، شاهدا على خروج الصحفيين بصوت واحد مطالبين بحرية التعبير بعد 22 فيفري، خاصة وأن الإعلام البديل المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي أخرج الصحفيين عن صمتهم، وانتفضوا وأصروا على ضرورة نقل الحقيقة كما هي انطلاقا من مبدأ الخدمة العمومية، رافعين شعار ”الصحفيون أبناء الشعب ينقلون صوت الشعب” في كل الوقفات التي نظموها.
وبالرغم من الالتحاق المتأخر بالحراك فإن الصحافة الوطنية استدركت الأمر وتحررت من القيود ورافقت هذا الحراك ونقلت صوت وصورة الشعب إلى العالم، وها هي اليوم، تمارس عملها بكل حرية وموضوعية.
ومن مكاسب الصحافة بفضل الحراك الشعبي وإلحاح الصحفيين على ضرورة تكريس مبدأ الخدمة العمومية، ونقل المعلومة كما هي، القرار الذي اتخذته الحكومة الجديدة في أول اجتماع لها ترأسه الوزير الأول، والمتمثل في التوزيع العادل للإشهار العمومي على كل وسائل الإعلام، وهو قرار رحبت به الصحافة الوطنية.
وتأمل الصحافة اليوم، بهذه المناسبة في الحفاظ على مكسب حرية التعبير الذي ناضلت ولازالت تناضل من أجله، والذي تكرس جزء كبير منه منذ 22 فيفري الماضي، بفضل وعي الشباب والشعب الجزائري الذي رفع الحصار عن الصحافة وجعلها تحقق مكسبا لم تكن تحلم بتحقيقه في ظرف وجيز.