الإحسان فضله وثمراته

الإحسان فضله وثمراته
  • 10471

إنَّ الإحسان من أخلاق أهل النبل والفضل، ولا يصل إلى هذا الخلق الكريم إلا المهتدون الموفقون، والإحسان ضد الإساءة، والمحاسنُ في الأعمال ضد المساوئ، قال تعالى (وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) أي يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سيء غيرهم وقد فسَّره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عندما سأله جبريل: ما الإحسان؟ فقال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وأما إذا ورد الإحسان مطلقاً فالمراد به: فعل ما هو حسن. قال ابن قيم الجوزية ما خلاصته: الإحسان على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: الإحسان في القصد بتهذيبه علماً وإبرامه عزماً وتصفيته حالاً.

الدرجة الثانية: الإحسان في الأحوال وهو أنْ تراعيها غَيرةً، تسترها تظرُّفاً، وتصححها تحقيقاً. والمراد بمراعاتها: حفظها وصونها غيرةً عليها أنْ تُحوَّل، فإنها تمر مر السحاب، وتكون المراعاة أيضاً بدوام الوفاء وتجنُّب الجفاء.

الدرجة الثالثة: الإحسان في الوقت، وهو أنْ لا تُزايل المشاهدة أبداً، ولا تخلط بهمتك أحداً، والمعنى في ذلك أنْ تتعلق همتك بالحق وحده ولا تعلق همتك بأحدٍ غيره.

وللإحسان فوائد كثيرة منها أن المحسن يكون في معيَّة الله تعالى ومن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأساً ولا رهقاً، وأنَّ المحسن ينال محبة الله تعالى، ومن محبة الله نال محبة الناس، وأن التمكين في الأرض معقودٌ بالإحسان، وأن المحسن قريبُ، من رحمة الله قال تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) سورة الأعراف(56).

ومن فوائد الإحسان أنه من وسائل: حصول البركة من العمر والمال والأهل. ووسيلة من وسائل الرقي والتقدم.

ووسيلة لإزالة ما في النفوس من الكدر وسوء الفهم وسوء الظن. وكذلك فهو طريق لإطفاء نار الفتن وأسباب الصراع قال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) سورة فصلت(34).