الإنسان مثل الأفعى

الإنسان مثل الأفعى
  • 945

توصل باحثون يابانيون إلى نتيجة تبدو من الخيال، مفادها بأن البشر قد يتطورون في مرحلة ما، يكونون فيها بسمية عالية مثل الثعابين.

ودرس باحثون في جامعة أوكيناوا للعلوم والتكنولوجيا في اليابان، الجينات التي تتفاعل في سموم أفاعي الحفر، التي تضم أكثر من 150 نوعا وتعيش في آسيا والأمريكيتين، وتعرف بدرجة السمية العالية في لعابها. يقول العلماء، إن البشر قد يصيرون مثل هذه الأفاعي، لناحية وجود السم، وتحديدا في اللعاب، لكنهم يؤكدون أن هذا سيحصل في المستقبل البعيد، واستندوا في دراستهم، التي نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلى أن الأساس الجيني المطلوب لتطور السمَ اللعابي موجود في كل من الزواحف والثدييات، مما يشير إلى أن البشر في مرحلة ما، سيبصقون سما على الأرجح، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

تقدم الدراسة أول دليل ملموس على وجود ارتباط جزيئي أساسي بين غدد السم في الثعابين، والغدد اللعابية في الثدييات، ومنها الإنسان. وقال المؤلف الرئيسي في الدراسة، أغينيش باروا؛ "السموم عبارة عن مزيج من البروتينات التي استخدمتها الحيوانات سلاحا لشل حركة الفريسة وقتلها، والدفاع عن نفسها".

المثير للاهتمام في مسألة السم، هو أنه نشأ في العديد من الحيوانات المختلفة، مثل قنديل البحر والعناكب والعقارب والثعابين، وحتى بعض الثدييات، ورغم أن هذه الحيوانات طورت سبلا عديدة من أجل قذف السم في جسم الفريسة، إلا أن حقنه عن طريق الفم وتحديدا عبر اللدغة، هو الأكثر شيوعا. في الماضي، ركز العلماء على الجينات التي ترمز للبروتينات التي تشكل الخليط القاتل، لكن الدراسة الجديدة نظرت في كيفية تفاعل الجينات المؤلفة لهذه السموم.

بحث الفريق في الجينات التي تعمل معا مع جينات السم وتتفاعل معها بقوة، ودرسوا تحديدا سم ثعبان هابو التايواني. وحدد الباحثون حوالى 3 آلاف من هذه الجينات المتعاونة، ووجدوا أنها تؤدي أدوارا مهمة في حماية الخلايا من الإجهاد الناجم عن إنتاج الكثير من البروتينات.

توسع الباحثون في دراستهم، ليلقوا نظرة على السلالات الجينيات في مملكة الحيوانات، بما فيها الثديات كالكلاب والبشر، ووجدوا أنها تحتوي على نسخ مشابهة من هذه الجينات. وعندما نظر الفريق إلى أنسجة الغدد اللعابية داخل الثدييات، وجدوا أن للجينات نمط نشاط مماثل لتلك التي شوهدت في غدد سم الثعابين.

لذلك، يعتقد علماء أن الغدد اللعابية في الثدييات وتلك الموجودة في الغدد السامة في الثعابين، لها قاسم مشترك قديم، استمر عليه منذ انقسام السلالتين قبل مئات الملايين من السنين.وقال باروا إن هذا أول دليل حقيقي على النظرية التي تقول؛ إن غدد السم لدى الأفاعي تطورت من خلال الغدد اللعابية المبكرة، وأضاف تحول لعاب الإنسان إلى سم لكن يكون في المستقبل المنظور، يحتاج إلى توفر ظروف بيئية بعينها".