تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف مقارنة بالرجال، بما يوقع امرأة من كل خمسة نساء في شراك بوعكة أو حزن شديد في سِن الثلاثينات والأربعينات. ومن المعروف أنّ المرأة ذات تركيبة نفسية حساسة تتأثّر بالعوامل المحيطة بها، خاصة عند التعرّض للضغوط والمشاكل. والاكتئاب أو مرض الاكتئاب هي حالة حزن وهبوط نفسي غالبًا ما يرافقهما الشعور بفقدان الأمل وعدم الرغبة في العمل والقيام بالأعمال اليوميَّة، ويستمر لأيَّام بل شهور عديدة وتمنع المريض من القيام بأعماله اليوميَة بالشَكل اللازم وأحيانا قد يُحفزِّهم على الانتحار، وحسب الإحصائيات، يصيب المرض أكثر من 121 مليون شخص حول العالم.

وتشعر أغلبية النساء المصابات بالاكتئاب النفسي بعدة أعراض تتمثل في  الشعور بالانحطاط النفسي والحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة والشعور بأنّ الأشياء التي كانت تسرهم في الماضي لم تعد كذلك،  وينخفض الوزن أو يزداد مع صعوبة في النوم أو الإفراط فيه والشعور بالغضب والانفعال العصبي أو الشعور بالخمول ونوبات البكاء أو العاطفة الشديدة جدا والشعور بالتعب الشديد وفقدان الطاقة، إضافة إلى مشكلات في التركيز الفكري وفي اتخاذ القرارات والتفكير الدائم بالموت أو الانتحار. وتعتبر النساء أكثر عرضةً بكثير للعيش في الفقر من الرجال، فالفقر وإمكانيات الكسب المحدودة يجلب معه العديد من المخاوف والضغوطات النفسية، بما في ذلك الشك في المستقبل وانخفاض القدرة على الوصول إلى موارد المجتمع والرعاية الصحية.

وتعمل النساء غالبا في وظائف خارج المنزل مع تحملهن المسؤوليات المنزلية، ومعظمهن يجدن أنفسهن يتعرضن للتحديات والضغوطات النفسية التي يمكن أن تصاحب مسؤوليات الأبوة من طرف واحد، مثل العمل في وظائف متعددة لتغطية نفقات الحياة، وتشير دراسات إلى أن الاضطرابات النفسية أكثر شيوعا بنسبة 40 في المائة عند النساء من الرجال، إذ يُتوقع من المرأة أن تكون الراعية والمربية بالمنزل والعاملة، كما يطلب منها في الوقت عينه أن يكون جسمها رشيقا ومظهرها مثاليا، بالإضافة إلى حصول النساء على رواتب أقل مقارنة مع الرجال، وصعوبة أكبر في التقدم بالوظائف، مع "إمطارهن" بتوجيهات حول صورة المرأة المثالية.