البقرة تخلف الفيل

البقرة تخلف الفيل
  • 662

في حالة ما إذا انقرض وحيد القرن والفيل واختفت الزرافة، هل ستكون البقرة مستقبلا أكبر الثدييات على اليابسة؟ هذا التساؤل أجابت عنه دراسة نشرتها مجلة "علوم""، أجراها عدد من الباحثين الأمريكيين، ربطت بين التراجع التدريجي للثدييات والتوسع البشري على الأرض.

بسب النتائج التي خلصت إليها الدراسة، فإن الثدييات الأكبر حجما على اليابسة ستكون على الأرجح البقرة، بحجمها الذي يصل إلى تسعمائة كيلوغرام.

تعليقا على الموضوع، قال مدير الأبحاث في المركز الفرنسي للأبحاث العلمية جون لويس مارتان لجريدة "لوفيغارو" الفرنسية، إن الدراسة مثيرة للاهتمام، وتؤكد الكثير من الملاحظات الداخلية بشأن تطور الثدييات. أشارت الدراسة إلى أنه بينما تستنزف عدة عوامل -على رأسها الصيد- بعض الثدييات، فإن أخرى تعوض ذلك من خلال التكاثر السريع، كما هو الحال بالنسبة للأرانب.

أوضح مارتان أنه في حال نفوق 2٪ من الثدييات الصغيرة، فإن ذلك لا يكون له تأثير يذكر بالنظر إلى سرعة تكاثرها، في المقابل تختلف المعادلة عندما يتعلق الأمر بالثدييات الكبيرة، حيث أن زيادة بسيطة في معدل نفوقها تكون له تداعيات كارثية على استمرار جنسها ككل. أشار إلى أنه قبل 125 ألف سنة، كانت الثدييات الكبيرة متواجدة في جميع قارات العالم، قبل أن يبدأ عددها في التراجع تدريجيا، وصولا إلى اختفاء بعض أنواعها في قارات محددة.

تطرقت الدراسة إلى حالات متعددة لتأثير النشاط الإنساني السلبي على البيئة الحيوانية، وقالت إنه مع "بداية سيطرة الإنسان بشكل تدريجي على البيئة، فإن حياة الحيوانات انقلبت رأسا على عقب"، وبعد اختفاء الديناصورات، عوضت الثدييات الضخمة الفراغ الموجود، ويبدو حاليا أن هذا الفراغ سيستمر وصولا إلى الإنسان.

قال الخبير البيئي ريجيس ديبرين، إن مستوى انقراض الكائنات الثديية سريع، "وخلال 125 ألف سنة، عدنا إلى مستوى قبل أربعين مليون سنة؛ إن التنوع الطبيعي تأسس على توازن محوره الثدييات الضخمة".

وتوقع الخبراء الذين أعدوا الدراسة، اختفاء جميع الكائنات المهددة حاليا بالانقراض في غضون المئتي سنة القادمة؛ مما يعني -حسب الباحث- أن الأجيال القادمة لن يكون بإمكانها مشاهدة الفيل أو الزرافة، وفي مقدمة الحيوانات التي في طريقها للاختفاء؛ وحيد القرن الذي تراجع عدده بعد أن عرف تحسنا طفيفا منذ عام 2000. أما الحيوانات التي لن يتهددها خطر الانقراض، فهي تلك التي ستنقذها من الهلاك الأنشطة الزراعية وتربية الماشية.

يشار إلى أنه خلال مارس الماضي، نفق في محمية بكينيا، آخر وحيد قرن ذكر أبيض شمالي، تاركا خلفه أنثيين فقط؛ مما يهدد سلالة هذا النوع النادر بالانقراض.