السعادة لا علاقة لها بالمال والنجاح

السعادة لا علاقة لها بالمال والنجاح
  • 1588

كشفت نتائج دراسة أجراها مركز دراسات تنمية الكبار التابع لجامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية، أن سر السعادة يكمن في العلاقات الإنسانية الجيدة مع المحيط الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء، فالعلاقات الاجتماعية الجيدة تبقي المرء في حالة نفسية تغلب عليها السعادة والصحة النفسية والعضوية بنسبة 35 بالمائة، مقارنة بأولئك الأشخاص المعزولين عن المجتمع أوالذين يملكون علاقات اجتماعية سيئة وسلبية، والذين يكونون أقل سعادة حتى وإن امتلكوا المال والشهرة والنجاح، وتبدأ صحتهم بالتدهور في منتصف العمر وقدراتهم العقلية ودرجة تركيزهم تبدان في التراجع الشديد مع تقدم العمر ويعيشون حياة أقصر.

فعبر الفحص الدقيق والمباشر وما نتج عنه من عشرات الآلاف من الأوراق البحثية، كانت النتيجة أن الأشخاص الذين كانت لهم علاقات جيدة ويعانون من آلام جسدية وأمراض، كان مزاجهم أفضل حالا وأكثر سعادة، مقارنة مع أولئك الذين يعيشون في علاقات تعيسة لأن إحساسهم بالألم الجسدي تضاعف بسبب آلامهم النفسية والتي جلبت أيضا لهم المزيد من الأمراض النفسية والعضوية. واعتمدت أبحاث الدراسة على مشاهدة ومتابعة كيف يعيش الآخرون ودراسة حياتهم منذ سنوات مراهقتهم حتى بلوغهم سن الشيخوخة لمعرفة ما الذي جعلهم سعداء وأصحاء خلال 75 عاما بما يعادل قرنا إلا ربعا من الزمان.

وبدأت الدراسة في عام 1938، وتتبعت حياة العينة المختارة والتي أجريت عليها الأبحاث، بحيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين: المجموعة الأولى هم طلبة في السنة الأولى من المرحلة الجامعية، أنهوا دراستهم أثناء الحرب العالمية الثانية، وهم من طبقات غنية إلى حد كبير، أما المجموعة الثانية فتضم عددا من الشباب والفتيات الذين ينتمون إلى الطبقات الفقيرة والأقل من المتوسطة. وقال روبرت والدينجر، رئيس مركز دراسات تنمية الكبار بجامعة هارفارد، والقائم على الدراسة إنه كان يتم سؤال الـ724 شخصا عن عملهم وحياتهم الشخصية وحالتهم الصحية، موضحا "نحن لا نكتفي فقط بإعطائهم استفتاء يجيبون عليه، ولكن كنّا نقوم بإجراء لقاءات شخصية دورية معهم ومع عائلاتهم في منازلهم، كما حصلنا من أطبائهم على تقاريرهم الطبية، ولم نكتف بذلك، بل قمنا بإجراء فحوص طبية لهم تشمل أشعة على أدمغتهم وتصوير بالفيديو لكيفية تعاملهم مع زوجاتهم والمحيطين بهم".