العلماء يعيدون تعريف وزن الكيلوغرام

العلماء يعيدون تعريف وزن الكيلوغرام
  • 822

قد لا يكون من شأن هذا الأمر تغيير الكيفية التي تشتري بها كيلوغراما من الموز، لكن العلماء اتفقوا على إعادة تعريف قيمة الكيلوغرام فيما وصفوه بقرار تاريخي سيزيد دقة المقاييس العلمية.

منذ عام 1889، يتم تعريف الكيلوغرام بأنه كتلة لامعة من البلاتينيوم-إريديوم محفوظة في وعاء زجاجي خاص وتعرف بالنموذج الأساسي الدولي للكيلوغرام، هذه الكتلة محفوظة في مقر المكتب الدولي للأوزان والمقاييس الموجود على مشارف العاصمة الفرنسية باريس.

اتفقت الدول الأعضاء في المكتب الدولي للأوزان والمقاييس، وعددها نحو 60 دولة، يوم الجمعة، وبعد اجتماع استمر أسبوعا في قصر فرساي القريب، على إعادة تعريف الكيلوغرام على أساس قيمة لا تتغير، تسمى ثابت بلانك. ووفقا لوكالة رويترز، صوّت العلماء أيضا لتحديث تعريفات الأمبير (وحدة قياس التيار الكهربائي) والكلفن (إحدى وحدات قياس الديناميكا الحرارية) والمول (وحدة قياس كمية المادة).

جميع مقاييس الكتلة الحديثة مستمدة من الكيلوغرام، سواء كانت ميكروغرامات الأدوية أو تراب الذهب أو كيلوغرامات الفاكهة أو السمك أو أطنان الصلب، والمشكلة أن وزن النموذج دائما ما يتغير، فحتى داخل جراره الزجاجية الثلاث، يلتقط النموذج جزئيات دقيقة من الأتربة ويتأثر بالغلاف الجوي، وأحيانا يحتاج إلى تنظيف، وهو ما يمكن أن يؤثر على كتلته، ويمكن أن يكون لذلك انعكاسات بالغة الشأن. فإذا فقد النموذج جزءا من كتلته، سيزيد وزن الذرات من الناحية النظرية، في حين ينبغي أن يزن الكيلوغرام كيلوغراما على الدوام. يحاول العلماء منذ عقود تحديد قيمة ثابتة للكيلوغرام، مستمدة من الفيزياء الثابتة بنفس الطريقة التي تصرفوا بها إزاء وحدات القياس الأخرى، التي يشرف عليها المكتب الدولي للأوزان والمقاييس. وعلى سبيل المثال، فإن المتر ليس مئة سنتيمتر، إنما هو فعليا طول المسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ خلال فاصل زمني يبلغ 1/299.792.458 من الثانية، ويمكن استخدام ما يعرف باسم ثابت بلانك، وهو أحد ثوابت الفيزياء الكمية، وميزان كيبل، وهو آلة وزن بالغة الدقة، لحساب كتلة جسم باستخدام قوة كهربية مغناطيسية مقاسة بدقة.

قال مارتن ميلتون مدير المكتب الدولي للأوزان والمقاييس إعادة تعريف وحدات القياس لحظة تاريخية في التقدم العلمي، وأضاف استخدام الثوابت الأساسية التي نلاحظها في الطبيعة كأساس للمفاهيم المهمة، مثل الكتلة والوقت، يعني أن لدينا أساسا مستقرا نطور منه فهمنا العلمي، ونتوصل من خلاله إلى تقنيات جديدة ونتصدى به لبعض أكبر التحديات التي تواجه المجتمع. قال باري إنجليس الذي يرأس لجنة الأوزان والمقاييس، إن النتائج هائلة، وأضاف لن نكون بعد الآن مقيدين بقيود الأجسام في قياسنا للعالم، لكن لدينا وحدات يمكن الوصول إليها عالميا،  ويمكن أن تمهد الطريق أمام دقة أكبر بل وتسرع وتيرة التقدم العلمي.

يمكن القول بأن إعادة تعريف الكيلوغرام تمثل أهم إعادة تعريف لإحدى وحدات القياس منذ أعيد حساب الثانية في عام 1967، وهو قرار ساعد على تيسير الاتصال عبر العالم من خلال تقنيات مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) والأنترنت، وسيبدأ العمل بالتعريفات الجديدة التي وافق عليها المكتب الدولي للأوزان والمقاييس يوم 20 ماي عام 2019.