القرود أقدم بحارة عرفهم التاريخ!
- 1315
أنجزت قردة تشبه قردة الكابوتشين الحالية عملا فذا مثيرا للدهشة، بعبور ما لا يقل عن 160 كيلومترا من المحيط المفتوح قبل 21 مليون عام، للانتقال من أمريكا الجنوبية إلى أمريكا الشمالية قبل عصور من التحام القارتين معا، وقال علماء؛ إنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بناء على اكتشاف سبعة أسنان صغيرة خلال عمليات التنقيب في إطار توسيع قناة بنما، مما يثبت أن هذه القردة وصلت إلى قارة أمريكا الشمالية في وقت سابق بكثير عما كان يُعتقد من قبل. وتخص هذه الأسنان أنواعا من القردة متوسطة الحجم لم تكن معروفة من قبل. وكانت أمريكا الجنوبية معزولة في ذلك الوقت عن باقي القارات، مع تطور مجموعة غريبة من الثدييات هناك، فيما وصفه عالم الحفريات في القرن العشرين جورج جيلورد سيمبسون بأنها “عزلة رائعة”، لكن كيفية قيام تلك القردة بهذا العمل الفذ أمر مازال غامضا قليلا.
وقال جوناثان بولتش أمين علم الحفريات للحيوانات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي بفلوريدا، في حرم جامعة فلوريدا؛ إن “بنما كانت تمثل أقصى الطرف الجنوبي لقارة أمريكا الشمالية في ذلك الوقت، ربما عبرت سباحة، لكن هذا كان سيتطلب قطع مسافة تزيد عن 100 ميل، وهو عمل صعب بالتأكيد. من المرجح بشكل أكبر أنها عبرت على حصائر من النباتات”. وقال بلوتش؛ إنه على حد علم أي شخص، فإن تلك القردة كانت الثدييات الوحيدة التي تمكنت من عبور الممر المائي من أمريكا الجنوبية إلى ما يعرف اليوم باسم بنما. وعلى الرغم من نجاح القردة الكسلانة البرية الضخمة في أمريكا الجنوبية من الوصول إلى أمريكا الشمالية قبل نحو تسعة ملايين عام، فإن برزخ بنما لم يتشكل إلا قبل نحو 3.5 ملايين عام، مما سمح للحيوانات بالتدفق بأعداد ضخمة بين القارتين في واحدة من أكبر العمليات المسجلة في مجال اختلاط الأنواع.
وقال بلوتش؛ “معرفة أن القردة عاشت آنذاك في أمريكا الشمالية تعد أحد “الاكتشافات التي يصعب فهمها”، لأنه من المسلم به منذ فترة طويلة أنها لم تكن متواجدة هناك في ذلك الوقت، وسيكون الأمر مثل معرفة أن حيوانات الكانغارو والكوالا الأسترالية تعيش في براري آسيا اليوم. نشأت القردة أصلا في إفريقيا، ثم انتقلت فيما بعد إلى مناطق أخرى من العالم. ويعتقد العلماء بأن القردة قامت برحلة أطول عبر المحيط ربما قبل 37 مليون سنة، عندما انتقلت من إفريقيا إلى أمريكا الجنوبية، وربما على أشياء عائمة، ونُشر البحث في دورية “نيتشر”.