زوجان بريطانيان يزرعان الأثاث
- 569
يعكف البريطانيان جافين وأليس مونرو، في حقل مساحته فدانان في منطقة المقاطعات الوسطى بإنجلترا، على استحداث نقلة جديدة في استدامة موارد الأرض، إذ أن حصادهما عبارة عن أشجار طوعاها لتنمو في صورة مقاعد.
يملك الزوجان مزرعة للأثاث في ديربيشير، يتوليان فيها رعاية 250 مقعدا و100 مصباح و50 منضدة، ويعتبران ذلك مساهمة منهما في التصدي لما يريان أنها عملية لا كفاءة فيها، تنتج نسبة عالية من المواد الكربونية، من خلال قطع الأشجار لصناعة الأثاث.
قال جافين "الفكرة هي زراعة الشجرة، لتنمو بالشكل الذي تريده مباشرة.. بدلا من زراعة شجرة قسرا لمدة 50 عاما، ثم قطعها وتقطيعها إلى أجزاء أصغر وأصغر. هو نوع من طباعة ثلاثية الأبعاد".
جاءت هذه الفكرة لجافين، وهو صبي صغير، إذ رصد شجرة بونساي وقد نمت على شكل مقعد.
كان جافين (44 عاما) قد ولد بتقوس في العمود الفقري، وقضى عدة سنوات من حياته مرتديا إطارا معدنيا لتصحيح وضع ظهره، وبدأ جافين تجاربه في 2006، عندما حاول زراعة مقاعد على قطعتين صغيرتين من الأرض، في مقاطعة بيك بوسط إنجلترا، إلا أنه في 2012 وبعد عام من زواجه، أسس مع زوجته أليس شركة "فول غرون" وتفرغا للفكرة.
صادف الإثنان في طريقهما عقبات، فقد انتهت واحدة من محاولاتهما الأولى بكارثة عندما دهس بقر ما زرعاه وأكلته الأرانب، وكان عليهما أيضا اكتشاف أفضل الطرق لتشكيل الشجرة دون الحد من نموها. وتعلم الزوجان أيضا توجيه النبتات الصغيرة للنمو في اتجاه معين، بدلا من إرغامها على النمو بما يخالف طبيعتها.
الإنتاج ليس رخيصا، نظرا لحجم العمل والوقت المطلوب لإنتاج قطع الأثاث العضوية. يبلغ سعر المقعد 12480 دولارا، وتتراوح أسعار المصابيح بين 900 و2300 جنيه إسترليني، وأسعار المناضد بين 2500 و12500 جنيه إسترليني.
تستغرق زراعة المقعد العادي من ست إلى تسع سنوات، بالإضافة إلى عام آخر لكي يجف تماما. وأبعد طلبية تلقتها الشركة للتسليم في 2030، وهي عبارة عن مقعد سيتسلمه صاحبه في موعد تقاعده.
من المعروف أن قدماء الرومان والصينيين واليابانيين كانوا يشكلون الأشجار خلال زراعتها، لتنمو بأشكال معينة.