سكان بلدة يمنية.. مبصرون ليلا مكفوفون نهارا
- 2215
في النهار لا ترى إلا مساكنهم، حيث يطبق عليهم العمى مع تمدّد أشعة الشمس في الأفق، بينما يستعيدون نعمة الإبصار عند الغسق وسكون الليل، تلك هي وضعية بلدة يمنية تتوارى خلف جبل تلع بمحافظة لحج وتسبح في مستنقع المرض والفقر والنسيان، لكن الأكثر إثارة في هذه القرية، أنّ سكانها يشكون من انتشار ظاهرة العمى التي تبدأ لدى الأطفال بعد أشهر من ولادتهم، وهي حالة غريبة يعاني معها الفرد من عدم القدرة على الرؤية في ضوء النهار، ومن بين المصابين بالمرض؛ أطفال، منهم من أصبح في ريعان الشباب وبينهم نساء وشيوخ، وتبدأ معاناتهم مع ظهور نقطة بيضاء في كل عين، ومنه تتوسع مع الأيام لتتحول إلى ما يشبه السحابة البيضاء التي تفقد الشخص القدرة على الرؤية في النهار، بينما يستعيد بصره في الليل.
أما عن رأي الأطباء في هذه الظاهرة، فهم يعزونها إلى عامل الوراثة الذي يصيب صبغيات شبكية العين المسؤولة عن الرؤية في الضوء الساطع، مما يسبب صعوبة الرؤية في ضوء النهار وتحسنها في العتمة وانخفاض حدة الإضاءة، خاصة في الظل وداخل الأماكن المغلقة.
وقال استشاري في أمراض العيون وجراحتها بمكتب الصحة في محافظة لحج، الدكتور حسين النفيلي؛ إنّه قام بزيارة ميدانية لبلدة الخشب وعاين 11 حالة تعاني من مشكلة في الإبصار ولاحظ وجود علاقة قريبة بين كل الحالات المصابة، وأكد على أن نتائج الفحص أثبتت أنهم يعانون من ضعف شديد في النظر مع وجود تغيّر في شكل العصب البصري، لوجود مرض وراثي في العينين يؤدي إلى اعتلال في صبغيات الشبكية المسؤولة عن الرؤية في النهار أو الضوء الساطع، مع عدم تأثر صبغيات الشبكية المسؤولة عن الرؤية في الليل أو الضوء المنخفض.
وأضاف؛ "هذا النوع من الأمراض الوراثية لا يتوفر له علاج نهائي حتى الآن، وكل ما نستطيع تقديمه لهم هو نظارة شمسية بصبغة خاصة تحد من دخول الضوء إلى العين إلا بنسبة 20% فقط، مما يسمح لهم بممارسه نشاطهم في ضوء النهار.