"نائحات متطوعات" بفرنسا

"نائحات متطوعات" بفرنسا
  • 1796

وضع مواطنون فرنسيون على عاتقهم مهمة تشييع الموتى الذين يصلون إلى المقابر دون مشيع، مؤدين بذلك دور نائحات غير مستأجرات (متطوعات) ضمن "اتحاد مودعي الموتى الوحيدين، واتخذ هؤلاء لعملهم شعار "لا ينبغي أن يذهب أي أحد وحيدا". يرتكز عملهم على إجراء مراسم دفن لكل ميت لا يأتي مع نعشه حميم ولا صديق، حسبما أوردته صحيفة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية.

اليوم مثلا، يأتي نعش جاكي البالغ من العمر 54 عاما، يقرأ إيف نصا قصيرا حرره لهذه المناسبة، ثم تقرأ ميشيل قطعة شعرية أخذتها من الأنترنت، وتلاحظ تبلل وجوه الحاضرين من رذاذ المطر المتساقط، ثم يحرك الحفارون النعش باتجاه القبر، وهنا يلقي عليه الجميع النظرة الأخيرة قبل أن يوارى الثرى.

يقع ضمن هذه الفئة من الموتى من لم يتقدم أحد من أقاربهم لحضور مراسيم الدفن، أو لم يحضر أقاربهم لسبب أو لآخر، ربما لأنهم لا يملكون المال الضروري لمراسم الدفن أو لأنهم ممن لا يحبون حضور مثل هذه المناسبات، وفي هذه الحالة تتحمل البلديات نفقات الجنازة، ويحرص المتطوعون في نهاية كل دفن على كتابة تقرير عن الظروف التي أحاطت به، بما في ذلك التأبين أو القصيدة المختارة، والحضور المحتمل للأقارب، والظروف المناخية. كما تسجل أدق التفاصيل، كمرور سنجاب مثلا في تلك اللحظات أو أي شيء آخر غير مألوف، كل ذلك من أجل إعطاء فكرة لعائلة المتوفى لو قُدر لها أن تتساءل عن الكيفية التي خرج بها نهائيا من هذا العالم، غير أن ذوي هؤلاء المتطوعين لا يؤيدونهم دائما في هذا العمل، فهذه أم المتطوعة "ناديا" تؤنبها بأدب قائلة "أية بنية، بدلا من الاهتمام بالموتى، اهتمي بالأحياء".