المساء - الأربعاء, 15 ماي 2024

الخبز الأبيض خطر على صحة الإنسان

حذّرت الأخصائية في التغذية سعاد بورحلة، من الاستهلاك المفرط للخبز، مسلطة الضوء على هامش يوم تحسيسي نُظم، مؤخرا، بمصلحة الطب الجواري بالرغاية، حول السمنة، ومؤكدة أن "الدقيق الأبيض من أكثر المواد المسببة للمشاكل الصحية، وعلى رأسها السكري"، موضحة في حديثها إلـى "المساء" ، أن الجزائريين أكثر استهلاكا لهذه المادة، وبشكل أصبح يثير قلق خبراء الصحة، ويهدد بإصابة عدد كبير من المجتمع بالسمنة والسكري، بالنظر إلى النظام الغذائي غير المتزن، زيادة على التركيز الكبير على الأطعمة غير المفيدة للصحة.

وسلطت الخبيرة الضوء في حديثها، على الخبز من الطحين الأبيض؛ إذ أشارت إلى أنه خال من القيم الغذائية، بل مسبب لكثير من المشاكل الصحية، مؤكدة أنه يُحدث اضطرابا كبيرا في مستوى السكر في الدم بالنسبة للمصابين بالسكري، لا سيما أنه يحتوي على سكريات بطيئة، يكون امتصاصها أصعب من باقي السكريات.

وقالت: "إن الخبز الأبيض من أكثر أنواع الخبز المستهلَك من طرف الأسر الجزائرية؛ نظرا لسعره المدعم، في حين باقي الأنواع من القمح الكامل أو الشعير أو الشوفان أو غيرها، مرتفعة السعر مقارنة بخبز الطحين الأبيض"، مردفة أن غالبية المستهلكين يقتنون أكثر من خبزة في اليوم، وبالتالي يساهمون في تبذير هذه المادة.

وذكرت أن الخبراء يصنفون الدقيق الأبيض في السموم "البيضاء" التي تُعد من المواد المكررة، والتي لا تحتوي على قيم غذائية، بل على العكس، تحمل مواد مضرة بالصحة على غرار السكريات البطيئة. وأوضحت أنه يحتوي أيضا على كمية ضئيلة جدا من الألياف والمعادن، وكذا الفيتامينات؛ مما يتسبب في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم بدون مقابل مفيد للجسم. كما لا يُشعر الجسم بالشبع، بل يترك فيه دائما، رغبة في أكل المزيد، لا سيما إذا تم أكله مرفقا بدهون مشبعة؛ كالسندويشات أو مختلف أنواع العجائن.

ودعت بالمناسبة إلى استبدال الخبز من الطحين الأبيض بالخبز الأسمر، وهو من أنواع أخرى كالشعير أو السميد، أو الحبوب الكاملة، أو الشوفان أو غيرها، والتي تحتوي على كمية أكبر من الألياف والمعادن المفيدة للصحة. كما يساعد على ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الأكل بشكل أبطأ بطريقة غير مضرة بالصحة، ويمنح الشعور بالشبع أسرع بعد أكل كمية قليلة من الخبز.

وفي الأخير، دعت سعاد بورحلة إلى الاعتدال في استهلاك الخبز، وعدم المبالغة في ذلك مهما كان نوعه؛ لأن ذلك يساهم في السمنة وزيادة الوزن، على أن يكون معيار ذلك حجم الكف لا أكثر خلال الوجبة الواحدة، والابتعاد أو التقليل، قدر الإمكان، من الاستهلاك المفرط والكبير للسندويشات ومختلف المعجنات.

"الدفتيريا" وباء قاتل يجب الحذر منه

أوضح الدكتور يوسف سنوساوي، مختص في الطب الوقائي والأوبئة، خلال تنشيطه يوما تكوينيا موجها للأطباء نُظم بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بسبدو، أن الدفتيريا عدوى تسببها بكتيريا "الخُنَّاق الوتدية".

وعادة ما تبدأ علامات الدفتيريا وأعراضها بعد يومين إلى 5 أيام من التعرّض للبكتيريا المسببة لها، مؤكدا أن معرفة هذا المرض ضرورية من أجل الوقاية منه، وحسن التكفل بالمصابين به، لا سيما في المناطق الأكثر عرضة. وأضاف أن الإصابة تتراوح بين خفيفة ووخيمة، وغالبا ما تظهر الأعراض تدريجيا، وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى. وفي حالات أخرى تنتج هذه البكتيريا "ذِيفاناً" يحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق، يمكنها أن تسدّ مجرى الهواء، فيصعب التنفس أو البلع. كما يمكن أن تسبب سعالاً نباحياً، وقد يتورّم العنق، لعدة أسباب، أهمها تضخّم العقد اللمفية.

وقد طالب الدكتور بالتوعية بهذا المرض الخطير، الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم حسن الكشف عن المرض، أو عدم التكفل الجيد بالمصاب في الوقت اللازم، داعيا إلى اتباع جملة من التدابير؛ منها تجنب الازدحام في مناطق انتشار المرض، والتهوية الجيدة للمسكن، وغسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل وبعد الأكل، والبعد عن الشخص المصاب، وتجنب الملامسة المباشرة لإفرازات ولعاب المصاب، الذي لا بد أن يُعزل أثناء مرضه في غرفة مخصصة، جيدة التهوية معرضة لأشعة الشمس بدون اختلاطه بالآخرين وأفراد الأسرة؛ لحمايته والآخرين من التقاط العدوى، فضلا عن استخدام الكمامات والقفازات أثناء التعامل مع المصاب.

وقد أكد المختص في حديثه أن الدفتيريا مرض قاتل إن لم يتم أخذ العلاج اللازم، مشيرا إلى أنه يؤدي أيضا، إلى خلل في القلب، وفي الجهاز العصبي. وقد يصل إلى الإصابة بالشلل. كما يسبب الفشل الكلوي في بعض الحالات، داعيا الأولياء إلى متابعة أبنائهم وإعطائهم جميع اللقاحات المضادة للأمراض الخطيرة، ومنها المضادة لهذا النوع من البكتيريا.

وبغرض الوقاية منه نصح الدكتور بالتحصين، الذي يبقى الحل الأمثل للوقاية. ولا يمكن الاستغناء عن تدابير الوقاية لتأمين الحماية التامة، وتجنب الإصابة بمرض الدفتيريا، مشددا على الالتزام الكامل بالنظافة في المنزل وخارجه؛ من خلال تحصين الأطفال باللقاح الخماسي.   

الشروع في إجراءات التصنيف

شرعت مديرية الثقافة والفنون لولاية المدية، مؤخرا، في إجراءات تصنيف القصر القديم، النواة الحضرية القديمة لمدينة قصر البخاري (جنوب المدية) كقطاع محمي، تحسبا لإخضاعها لدراسة اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، وفق ما علم من هذه الهيئة.

أوضحت مديرة الثقافة سليمة غاوة، أنه تم تنصيب ثلاث مجموعات عمل، تتكفل الأولى بالشق التاريخي، ويترأسها الكاتب سعيد بن زرقة، من مواليد مدينة قصر البخاري، الذي كرس لها أحد أعماله المعروفة تحت اسم "قصر البخاري، مدينة الشمس". أما مجموعة العمل الثانية، فهي مكلفة بالشق المعماري والحضري، تحت قيادة الجامعية سميرة حاوي والمهندس المعماري فريد أسامة، فيما يتكفل فريق العمل الثالث، الذي يرأسه ممثل عن المجلس الشعبي البلدي لقصر البخاري، بمهمة إعداد جرد للأملاك، يتضمنها القصر القديم، وطبيعتها القانونية، من أجل تحديد العمليات الضرورية في إطار هذا الإجراء، حسب نفس المصدر.

أشارت السيدة غاوة، إلى عقد عدة لقاءات مع جامعيين وباحثين وأعضاء جمعيات، ناشطة في مجال الثقافة والتراث ومنتخبين محليين، بهدف إعداد ملف تصنيف، سيتم إيداعه لدى اللجنة الوطنية للأملاك الثقافية بهدف الدراسة.

ويعود الفضل في بناء القصر القديم لمحمد البخاري، الذي منح اسمه للمدينة التي شكلتها قرون من التاريخ، ميزتها أعمال الشخصيات الدينية العظيمة التي عبرت بها. كما تخللتها ملاحم وبطولات عديدة، كان أبرزها؛ المقاومة الشعبية التي قادتها قبيلة أولاد سيدي الشيخ والحاج البركاني، الذراع الأيمن للأمير عبد القادر، وفق ما ذكره سعيد بن زرقة في كتابه.

وقد شكلت هذه الملاحم التاريخية مادة تاريخية هامة لكتّاب وفنانين أوروبيين مشهورين، على غرار غي دي موباسان وهنري مالتوسن واوجان فرومنتان واوجان ديلاكروا. كما تم تخصيص قصص لا حصر لها لهذه المدينة قمحية الألوان، التي شيدت بمحيط زاوية سيدي البخاري، ما يمنحها مجالا كبيرا للتمتع بمنظر مساحات السهوب الشاسعة، التي تتوسط الأطلس التلي والهضاب العليا، وفق نفس المؤلف.

أضاف السيد بن زرقة، أن العلامة ابن خلدون خصص مقالات طويلة لهذه المدينة، ضمن قصص أسفاره، كما أبرز اوجان فرومنتان في كتابه "صيف في الصحراء"، جمال الموقع وأسراره، فيما وصف هنري مالتوسن "أرضا إفريقية تحوى الكثير من العبق والأسرار التي خلقها الله للمتصوفين والفلاسفة".

بدوره، قال عنها غي دي موباسان، إنها "مدينة متمردة، حيث تتشكل وتنتهي كل الثورات في موعد البخاريين"، في إشارة إلى تسمية سكان هذه المدينة.

يعد الموقع الاستراتيجي لقصر البخاري، أهم عناصر تحولها آنذاك إلى ملتقى للطرق التجارية، يجذب إليها التجار والحرفيين والمواطنين من الجنوب، لاسيما من وادي ميزاب، بحثا عن الهدوء وصفقات جديدة. كما شكل توفر مصادر المياه سببا في تطور النشاط الفلاحي (زراعة الحبوب) وتربية الأغنام والماعز، اللذان ساهما في ازدهارها الاجتماعي والاقتصادي.

كما شرعت مديرية الثقافة والفنون، مؤخرا، في إطار جهود تصنيف القصر القديم كقطاع محمي، في عملية ترميم مست "المسجد العتيق"، وهو مكان عبادة إسلامي قديم، تم تشييده في منتصف القرن 18، على أن يتم توسيع العملية لاحقا لفائدة معلم تاريخي آخر، وهو زاوية "الشيخ الموسوم" المشيدة خلال القرن 19، والتي شكلت مركز إشعاع ثقافي وديني لعقود من الزمن، وفق توضيحات السيدة غاوة.

اعتماد التكنولوجيا والرقمنة

أكد مشاركون في أشغال الملتقى الوطني الرابع حول "التعمير البشري عبر العصور بمنطقة الزيبان"، الذي تحتضنته دار الثقافة "أحمد رضا حوحو" ببسكرة، على "ضرورة اعتماد التكنولوجيا والرقمنة للحفاظ على التراث الثقافي".

أبرز في هذا السياق، الدكتور بدر الدين سلاحجة، من جامعة "عبد الحميد مهري" (قسنطينة-2)، بأن استخدام الرقمنة والذكاء الاصطناعي ووسائط التواصل "يمثل نقطة تحول في مسار الحفاظ على التراث العمراني بمناطق الزيبان"، مشيرا إلى أن مجهودات تبذل من طرف الباحثين لرقمنة المواقع الأثرية.

من بين المجهودات التي تبذل في هذا الإطار، وضع تشكيل ثلاثي الأبعاد لهذه المعالم، وتحديد إحداثيات للمواقع الأثرية، بالإضافة إلى إعداد خريطة للمواقع باستعمال التقنيات الرقمية، تضم 55 موقعا، تعود إلى ما قبل التاريخ وفجر التاريخ، لإبراز التنوع الأثري الذي يدل على التدرج التاريخي والحضاري للمنطقة، بالإضافة إلى مشروع افتراضي يضم قاعدة بيانات لتاريخ المنطقة، حسبما ذكره الجامعي.

وفي عرضه حول "ثقافات عصور ما قبل التاريخ بمنطقة بسكرة"، ذكر من جهته الدكتور عزيز طارق ساحد، من جامعة (الجزائر-2)، بأن مناطق الزيبان، على غرار وادي جدي وسفوح الأوراس والقنطرة، تتميز بمحتوى أثري هام يحتاج إلى دراسات معمقة، مبرزا على سبيل المثال، بأن المنطقة تزخر بنسيج مائي هام، تم التعرف عليه عبر وسائل تكنولوجية حديثة وعدد الأودية، ما يؤكد، حسبه، توفر العوامل الطبيعية التي ساهمت في استقرار الإنسان بهذه المنطقة.

وعن تأثيرات الكوارث الطبيعية على العمران، أكدت الدكتورة وافية نفطي من جامعة "محمد خيضر" ببسكرة، أن الفيضانات والزلازل والأوبئة والحروب تساهم في تغيير ملامح التواجد البشري بكل منطقة، ومنها مناطق الزيبان، مشيرة إلى أن التغيرات المناخية ساهمت في تلاشي بقايا الحضارات، ومنها فيضان 1969 ببسكرة، الذي قضى على عدد من المعالم التي لم يعد بالإمكان ترميمها، فيما يمكن باستخدام الذكاء الاصطناعي، استرجاع ملامحها بأعداد مجسمات ثلاثية الأبعاد.

ستتواصل فعاليات هذا الملتقى، الذي تنظمه الجمعية الوطنية "تراث الأجيال" ومخبر تاريخ ومجتمع لجامعة (قسنطينة-2)، بمساهمة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (شعبة سيدي عقبة)، ومشاركة أساتذة من جامعات وطنية حضوريا، أو من خلال مداخلات عبر تقنية التحاضر عن بعد.

التأكيد على إشراك نوادي الغوص

سلط المشاركون في يوم دراسي وطني، نظم بقسنطينة، مؤخرا، حول "الآليات القانونية للحفاظ على الممتلكات الثقافية في القانون الدولي والتشريع الوطني"، الضوء على أهمية "إشراك نوادي الغوص المعتمدين في الحفاظ وتثمين التراث الثقافي المغمور في المياه". وأكدت مديرة المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية "أحمد باي"، مريم قبايلية، التي ذكرت بأن الجزائر تتوفر على آثار كثيرة تحت الماء، على "ضرورة الإسراع في إبرام اتفاقيات بين مراكز البحث في علم الآثار والنوادي المعتمدة المتخصصة في الغوص في المياه، من أجل تطوير طرق البحث والاستغلال الفعال الذي يسمح بالحفاظ على الآثار وتثمينها".

ودعت المختصة في علم الأثار المغمور، إلى "الخروج باتفاقيات مع نوادي الغوص المعتمدة المتواجدة عبر الساحل الوطني، بهدف وضع مخطط عمل يعتمد على المعطيات والتجارب المثبتة في هذا الشأن، لافتة إلى اتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لسنة 2001، حول الحفاظ على التراث المغمور في المياه، الذي صادقت عليه الجزائر سنة 2015. وذكرت السيدة قبايلية، بأن تقدما ملموسا تم تحقيقه في هذا المجال، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة من أجل إعداد خريطة أثرية للتراث المغمور في المياه "ضرورية لاستكمال الخريطة الأثرية للتراث الوطني".

ودعا من جهته، ممثل وزارة الثقافة والفنون، رشيد بوثلجة، الذي قدم مداخلة حول "مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، طبقا لاتفاقية اليونسكو لسنة 1970"، التي تمنع الاتجار غير الشرعي بالممتلكات الثقافية، إلى "تكييف الأحكام الصادرة عن الجهات القضائية بحجم الأفعال المرتكبة". وتطرق أيضا إلى ضرورة "تعزيز التعاون بين قطاع الثقافة ومختلف القطاعات الأخرى (على غرار الداخلية والعدل والدفاع الوطني والسياحة والتعليم العالي والبحث العلمي)، لخدمة مجال الحفاظ على التراث الوطني وتثمينه".

كما ألح، من جهة أخرى، المتدخل، الذي سلط الضوء على أهمية القيام بدراسات الأثر قبل إطلاق أي ورشة أشغال، وخيار علم الآثار الوقائي في حماية التراث، على إشراك المجتمع المدني في الجهود المبذولة في هذا المجال.

شارك في هذا اليوم الدراسي الوطني، المنظم بالتنسيق بين متحف "أحمد باي" ومخبر الدراسات القضائية التطبيقية لجامعة الإخوة منتوري (قسنطينة 1)، باحثون متخصصون من مختلف جامعات الوطن والمركز الوطني للبحث في علم الآثار، بالإضافة إلى خبراء في الهندسة المعمارية والحقوق وعلم الآثار، وكذا ممثلين عن المصالح الأمنية. ونظمت هذه التظاهرة العلمية، في إطار إحياء شهر التراث (18 أفريل-18 ماي)، الذي يحمل هذه السنة شعار "التراث الثقافي وإدارة المخاطر في ظل الأزمات والكوارث الطبيعية".

 

ورشات تكوينية بورقلة

شهدت قاعة العروض بدار الثقافة "مفدي زكريا" في ورقلة، تنظيم ورشات تكوينية حول تقنيات البناء بالطين لفائدة الأطفال والشباب، بمبادرة من المركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين في تيميمون، في إطار إحياء شهر التراث (18 أفريل - 18 ماي)، حسبما أفاد به المنظمون.

تضمن برنامج الورشات التكوينية، التي تواصلت على مدار يومين، عدة حصص نظرية وتطبيقية، تتعلق بتقنيات البناء بالطين وشرح مفاهيم حول تقنية الطين، وورشة تطبيقية، يتم من خلالها بناء مجسمات عمرانية طينية، كما أوضح المهندس المعماري بالمركز الجزائري للتراث الثقافي المبني بالطين في تيميمون، عبد الرحيم الجوزي.

تطرق ممثل المركز خلال تقديم ورشة للمشاركين، إلى تقنيات البناء بالطين الخام، على غرار "الطين المدكوك"، وهو خليط من التربة والرمل والصلصال الخام، الذي يوضع في القالب، وكذلك "الجص" الذي يعتبر الإسمنت الطبيعي المستعمل لبناء الجدران والعوازل، و"دك الطين" وهي تقنية تستعمل لبناء أعمال متجانسة بالطين الخام. وأشار المتحدث، إلى أن "العمارة الطينية ستساهم في الحفاظ على البيئة، والتقليل من استهلاك الطاقة، فضلا على دورها الناجع في الاستثمار السياحي، الذي سيساهم في انتعاش الاقتصاد المحلي الصحراوي".

تخلل هذه الورشات التكوينية، تقديم شروحات حول مهام المركز في مجال تثمين وترقية التراث الثقافي المبني بالطين، وتنظيم معرض حول نشاطات المركز، ومداخلات حول التراث الثقافي المبني بالطين، وفق نفس المصدر.

تهدف هذه الورشات، إلى إعادة الاعتبار للعمارة الطينية والمباني الأثرية، لاسيما منها المبنية في القطاعات المحفوظة، وكذا الحفاظ على الحرف التقليدية المرتبطة بالبناء الطيني، التي تشتمل على تقنيات ومواد بناء محلية، كما ذكرت مديرة الثقافة والفنون بورقلة، فاطمة بكارة.

من جهتها، استحسنت الجمعيات الثقافية والتراثية المحلية هذه المبادرة، باعتبارها ستساهم في إعادة الاعتبار للمباني القديمة، وتوسيع مشاريع بناء سكنات طينية، تتماشى والحياة المعيشية للمواطن صحيا وبيئيا واقتصاديا. كما تشكل أيضا فرصة لنشر الوعي لدى المواطنين وتحسيسهم حول أهمية ترميم مساكنهم، لاسيما المتواجدة بقصر ورقلة بمواد محلية، حفاظا على النمط المعماري الصحراوي في المنطقة، واستمرارية الحياة بهذه السكنات العريقة، لاسيما بعد الشروع في دراسة بهدف إعداد المخطط الدائم للقطاع المحفوظ لقصر ورقلة، بهدف حمايته والحفاظ عليه، مثلما أشير إليه. 

حماية التراث الثقافي رهان كبير من رهانات الدولة

أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن مسؤولية حماية التراث الثقافي "واجب وطني بامتياز، ورهان كبير من رهانات الدولة، مشيرة إلى أن توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، جاءت قاضية بتعزيز حماية تراثنا الثقافي والعمل على استرجاع الممتلكات الثقافية وحفظها وتثمينها، باعتباره عنوان هويتنا وأصالتنا ورمز ذاكرتنا وحضارتنا على حد سواء.

أضافت مولوجي، أمس، لدى افتتاحها أشغال الورشة التكوينية الأولى حول حماية التراث الثقافي الوطني، بالتنسيق مع قطاع العدالة، أن قطاع الثقافة والفنون يولي أهمية بالغة للتكوين النوعي في مجال حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، مشيرة إلى برمجة عدة دورات متخصصة، وتكوين تقني مكثف لصالح إطارات الشركاء الأمنيين، العاملين في الميدان، من فرق مكافحة المساس بالتراث الثقافي، خلال السنوات القليلة الماضية، كانت آخرها لفائدة إطارات المديرية العامة للأمن الوطني.

استرجاع 1262 ممتلك ثقافي خلال الثلاثي الأول

وبلغة الأرقام، أشارت الوزيرة، إلى أنه خلال الأربع سنوات الأخيرة، تُوبع 123 ملف، من بينها تسجيل 96 قضية أمام العدالة، مع استرجاع 31507 ممتلك ثقافي منقول، سُجلت منها 8 قضايا على مستوى التراب الوطني، تم على إثرها استرجاع 1262 ممتلك ثقافي، خلال الثلاثي الأول من سنة 2024، بفضل العمل المشترك مع كل الشركاء الأمنيين، وزادت مولوجي، أن تراثنا الثقافي ليس مجموعة من الآثار والتحف فحسب، وإنما هو جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، قائلة "لاشك في أن هذه الورشة ستكون منبرًا هاما لتبادل الخبرات والمعرفة، وسانحة أيضا لتبادل التجارب، لمجابهة مختلف التحديات التي نواجهها في سبيل حماية التراث الثقافي، وبحث سبل التصدي لكل محاولات المساس به، إضافة إلى تشجيع التعاون بين السلطات القضائية المختصة، والمؤسسات الثقافية، وكذا المجتمع المدني في جهود حماية التراث".

الورشة التكوينية الأولى حول حماية التراث الثقافي الوطني، بالتنسيق مع قطاع العدالة، الذي يشاركنا في هذه المهمة الوطنية، المتمثلة في صون وحماية تراثنا الوطني، ويأتي تنظيم هذه الورشة قصد تعزيز الوعي والمعرفة بأهمية حماية التراث الثقافي، وتأكيد الدور الفعال للقضاة في هذا المجال الحيوي، حيث ستُستعرض خلالها القوانين والتشريعات ذات الصلة، والتحديات القانونية والمعرفية التي تواجه القضاة في هذا المجال.

6 محاور لاستراتيجية الحماية والتثمين

هذه الورشة التكوينية التي تدوم أربعة أيام، شهدت جلستها العلمية الأولى، عددا من المداخلات، أبرزها المعنونة بـ«استراتيجية وزارة الثقافة والفنون لحماية التراث الثقافي"، التي قدمها مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي بالوزارة، حيث استعرض أهم مفاصل المنظومة القانونية المرافقة لحماية التراث وتثمينه، وقال إن الاستراتيجية المتبعة تنطلق من الدستور الذي يعد أول نص قانوني في الدولة، مشيرا إلى المادة 76 من دستور 2020، التي تنص على أن "الدولة تحمي التراث الثقافي الوطني المادي وغير المادي، وتعمل على الحفاظ عليه".

وفصل نوارة المحاور الستة، التي ترتكز عليها استراتيجية وزارة الثقافة والفنون لحماية التراث الثقافي وتثمينه، وهي سن القوانين والتشريعات، الاتفاقيات الدولية ومصادقة الجزائر عليها، الهياكل المؤسساتية المختصة بالحماية والتثمين، ناهيك عن التدريب المستمر، جرد التراث الثقافي الوطني وكذا الرقمنة واستخدام قواعد المعطيات.

قانون 98-04 من أجود القوانين إقليميا

في المحور الأول، أشار مدير الحماية القانونية، إلى أن الجزائر عملت على تدعيم الترسانة القانونية وتحديثها، يعود أول قانون عنى بالتراث إلى 1967، وهو قانون الحفريات، تلاه في 1968 مرسوم تنفيذي لإعادة تصنيف المواقع الأثرية، وفي سبعينيات القرن الماضي، انطلقت الجزائر في هيكلة مؤسساتها، وتم جزأرة المتاحف الوطنية بصدور القانون النموذجي، وصولا إلى قانون 98-04، الذي يهدف إلى حماية التراث الثقافي الوطني من كل سبل المساس به، واعتبره المتدخل العمود الفقري لحماية التراث وتثمينه، رغم وجود ثغرات به، لكنه يعد من أجود القوانين إقليميا.

كما توقف نوارة عند بعض القوانين غير القطاعية، التي تتناول مسألة حماية التراث، على غرار القانون 90-30 المتعلق بالأملاك الوطنية، لاسيما في مادته 16، التي تعتبر الممتلكات الثقافية من الأملاك العمومية، وتشمل الأثار العمومية والمتاحف والأماكن والحظائر الأثرية والأعمال الفنية المكونة للمجموعات المتحفية والكنوز المكتشفة صدفة، إلى جانب القانون 79-07 المتعلق بقانون الجمارك، القانون 76-80 المتعلق بقانون البحرية، القانون 05-06 المتعلق بمحاربة التهريب، والقانون 01-20 المتعلق بالمخطط الوطني لتهيئة الإقليم.

أما فيما يتعلق بإمضاء الجزائر على الاتفاقيات الدولية، فذكر المتدخل اتفاقيات جنيف لعام 1949 (البروتوكول الأول المصادق عليها في عام 1989)، اتفاقية "اليونسكو" لعام 1970 بشأن الوسائل التي تستخدم خطر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، تم المصادقة عليها في عام 1973، اتفاقية "اليونسكو" لعام 1972 بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي، المصادق عليها في عام 1974. اتفاقية اليونيدروا لعام 1995، والمتعلقة باسترجاع الممتلكات الثقافية المسروقة أو المصدرة بطرق غير مشروعة، المصادق عليها في عام 2015، علاوة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة لعام 2000، المصادق عليها في عام 2002، اتفاقية "اليونيسكو" لحماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لعام 2001، المصادق عليها في عام 2015. وكذا اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد لعام 2003، تم المصادق عليها في عام 2004.

تنسيق وعمل مشترك

"بناء الهياكل المؤسساتية" هو من بين المحاور التي استعرضها نوارة، حيث أوضح أن الجزائر وضعت خريطة مؤسساتية، تهدف إلى حماية وإبراز موروثها الثقافي، فمنذ عام 2005، استحدثت مديرية مركزية وزارة الثقافة والفنون، كلفت بمتابعة مختلف الملفات المتعلقة بالمساس بالتراث الثقافي، من بينها ملفات منع الاتجار غير الشرعي ومكافحته، فمديرية الحماية القانونية للممتلكات الثقافية وتثمين التراث الثقافي، تتفرع منها نيابة تأمين الممتلكات الثقافية، تتولى التنسيق بين وحدات الأمن الوطني والدرك الوطني والجمارك الوطنية، التي بدورها أنشأت خلايا وفرقا متخصصة في حماية التراث الثقافي ومكافحة المساس بالممتلكات الثقافية، وتتداخل مهام كل المؤسسات تحت وصاية مختلف القطاعات في حماية، جرد، حفظ، ترميم، تصنيف، تثمين ومتابعة حركة الممتلكات الثقافية.

للإشارة، عرف اليوم الأول من الورشة المخصص لثلاث جلسات علمية، تقديم عدد من المداخلات، كمداخلة عميد أول للشرطة، مولاي عاشور، عن "دور مصالح المديرية العامة للأمن الوطني في مجال حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية"، فضلا عن "إشكالات معالجة قضايا المساس بالتراث الثقافي" لقاضي التحقيق بمحكمة حجوط، مصطفى كراش، "التراث الثقافي الجزائري في منظور الهيئات والمنظمات الدولية" للخبير الدولي توفيق حموم، "الممتلكات الثقافية الأكثر تعرضا للسرقة والاتجار غير المشروع" للبروفيسور سليم دريسي و"نماذج من الخبرة العلمية المنجزة على محجوزات بولايات الشرق الجزائري" للدكتورة شادية خلف الله.

أعمال لزهر حكار التشكيلية مصادر وثائقية

أكد الباحث في تاريخ الفن والعمارة، نصر الدين حدرباش، أول أمس، خلال مشاركته في ندوة نقاش حول مسيرة الفنان التشكيلي الراحل لزهر حكار (1945-2013)، بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، في الجزائر العاصمة، أن منجز رفيقه الرسام الراحل الفني، يُعد، في معظمه، مصادر توثيق لفترة من فترات تاريخ الجزائر وذاكرتها.

أضاف الباحث أن حكار جعل من الحبر الصيني حبرا سحريا، ينقل ذاكرة الناس عبر الوجوه التي يرسمها، متميزا في استعمال القناع، وقناع القناع، مشيرا إلى أن له أبجدية صنعها لنفسه في رسم لوحاته، فهو ليس فنانا يعتمد على الرمز، بل على التصميم كعناصر تؤثث أعماله المتميزة. وأشار المتحدث أيضا، إلى أن حكار كان يتمتع باختيار مواضيعه الثابتة، يأخذها من الذكريات، ليس بالضرورة ذكريات قديمة، وقوة أعماله تتمثل في كونه لم يتجاهل أبدا ما كان يدور حوله من أحداث.

من جهته، تحدث الفنان التشكيلي عكاشة طالبي عن الراحل، بوصفه الرجل الذي كان يبحث عن الحقيقة في وجوه الناس، وكان يقدمها بلمسة عصرية، لها أبعادها العالمية، مؤكدا من جهته، أن أعمال حكار الفنية حاكت الواقع من تعابير الوجوه التي كان يرسمها. في هذا الشأن، أوضحت الناقدة الفنية نضيرة العقون، أثناء تقديم قراءة لبعض لوحات لزهر حكار، أن أعماله تتميز بإظهار الجانب المحزن والمظلم للرجل، وتضم معظم لوحاته، مجموعات وثلاثيات وثنائيات للوجوه التي لا تعبر أبدا عن السرور. وأكدت أن عنصر الوجوه بالنسبة إليه يعبر عن أحاسيس، وأشارت إلى أنها لاحظت تشابه بعض التفاصيل في لوحاته، هي غير مكررة، وإنما تبدو امتدادا لأعمال سابقة. 

للإشارة، يتواصل المعرض الفني للراحل لزهر حكار، الذي ينظمه المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، إلى غاية 31 أوت 2024، بالمتحف الوطني للفنون الجميلة، ولزهر حکار من مواليد 13 ديسمبر 1945 بخشلة، درس بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة (1966/1963)، وفي 1986 قرر أن يكرس نفسه للرسم الزيني، وعرض أعماله في الجزائر والخارج.

عند حكار، الشكل الإنساني الخيالي يسكن كل أعماله، إنه يتكرر بصفة دائمة، لم يتخل عنها الفنان طوال حياته، واضعا الرموز الأمازيغية والنقوش العربية والعلامات الإفريقية المستمدة من الموروث الثقافي المغاربي والأمازيغي، وغيرها من العلامات والدلالات التراثية، كالرموز والأوشام البربرية التي تشي بذاكرة أوراسية لا تزال حية، ليصنع بذلك سحره الخاص الذي يخاطب العالم ويحكي مآسي التاريخ. وكان آخر معرض له أقيم بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، بعنوان "عبور الذاكرة" من نوفمبر 2012 إلى فيفري 2013.

بصمة سكان الطاسيلي موجودة في بعض الشعوب الإفريقية

قالت الدكتورة حسيبة صفريون، خلال الندوة التي قدمتها، أول أمس، بقصر الثقافة، ضمن فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لابداعات المرأة، إن الإنسان الذي سكن الطاسيلي ترك إرثا يتعلق باللباس والحلي وتصفيات الشعر، ما يزال يُعتمد حتى الآن، خاصة عند التوارق وافريقيا السوداء. 

نشطت الدكتورة المختصة في فترة ما قبل التاريخ، حسيبة صفريون، ندوة موسومة بـ"اللباس والحلي في الجزائر. تاريخ وهوية منذ ما قبل التاريخ"، تحدثت فيها عن الإرث الذي تركه الإنسان الذي استوطن الطاسيلي منذ عشر آلاف سنة، أي قبل اكتشاف الكتابة، والمتمثل في اللباس والحلي وحتى تصفيفة الشعر، خاصة في أواخر السنين التي عاش فيها في هذه المنطقة الساحرة.

واعتبرت أن الإنسان الذي سكن الطاسيلي، استطاع توثيق حياته اليومية، من خلال نقوشات صخرية، قامت بدراستها عن كثب واستطاعت أن تكتشف العديد من المعلومات، معتمدة على علوم الأعصاب والنفس وطب النساء، حيث كشفت من خلال العديد من النقوشات، حالات ولادة ووضعية الجهاز التناسلي للمرأة، وحتى خوفها من الإنجاب، وكذا شكل الثدي إذا كان ثابتا أم مترهلا، أي إذا كانت صاحبته شابة أم امرأة متقدمة في السن.

كما أكدت الدكتورة، تطور اللباس المعتمد في الطاسيلي عبر العصور، وخلال المراحل المختلفة التي عرفتها المنطقة، والبداية بمرحلة الرؤوس المستديرة التي كان الإنسان فيها يضع قناعا على وجهه، ما يدحض مزاعم استوطان رجال الفضاء للطاسيلي، وكان يضع حزاما على خصره ووزرة من الجلد. بالإضافة إلى وضعه للوشم والتزيينات الجسمانية (مادة ملونة). كما كان يعتمد على الصيد لكسب قوته.

أما في المرحلة الثانية من تاريخ عيش الإنسان في الطاسيلي، فقد اتجه نحو الرعي (استئناس الأبقار)، متمسكا في نفس الوقت بالصيد، وكان يقوم بهذه المهام رجال ونساء، وفي هذا نوهت الدكتورة بقيام المرأة في ذلك الزمن، بكل مهام الرجل، حتى أن البعض منهن كن يتفوقن على الذكر، أما عن لباس الطاسليين، فقد كان عبارة عن وزرة بسيطة أو منمقة، حسب قيمة من يرتديها.

وتابعت الدكتورة، أنه في المرحلة الثالثة التي عرفت اختلاط السود والبيض "ميتيس"، برز لباس التنورة، ثم في المرحلة التي تلتها، والتي عرفت ظهور البربر البدائيين، فقد تمت الاستعانة بـ«عباءة" تشبه البرنوس، توضع على الظهر، بينما ارتدت المرأة في مرحلة الحصان، ثوبا يشبه أثواب القرن التاسع عشر بأوروبا، وكانت تحمل حقيبة وتضع الأكسسوارات.

بالمقابل، قالت الدكتورة إن أول من سكن الطاسيلي هم من الزنوج، وأنهم نزحوا إلى الدول المجاورة أسفل القارة (500 كلم) بفعل الجفاف، كما أن العديد من الشعوب الإفريقية ما تزال تحتفظ ببعض تقاليد سكان الطاسيلي، مثل وضع القناع على الوجه وتصفيف الشعر بشكل محدد، أو بما يسمى بتصفيف الشعر على الطريقة الإفريقية.

أما عن اهتمامهم بغطاء الجزء السفلي لجسدهم، وترك الجزء العلوي عاريا، فموجود أيضا عند بعض الثقافات الإفريقية، وكذا وضع الأوشام وتلوين الجسد، في حين كان للمرأة مكانة كبيرة، مثلما هو عليه الحال عند التوارق، وحتى تغيير تصفيفة الشعر في كل مرحلة من السن، بينما تحدثت أيضا عن امتناع الرسامين في تلك الفترة من رسم تفاصيل الوجه.

بالمقابل، أكدت الدكتورة أن الطاسيلي لم تكن صحراء مثلما عليه الحال، بل كانت عبارة عن "سافانا" تعيش فيها الحيوانات كبيرة الحجم، مثل الزرافات والفيلة، لكنها تحولت إلى غابة صخرية بفعل الجفاف والرياح القوية. ونوهت بالمدرسة الجزائرية التي تدرس هذه المنطقة، والتي تضم أساتذة، من بينهم المتحدثة، إذ يعدون أوائل الدكاترة المحليين الذين اهتموا بهذا التراث، ويسعون إلى التعريف به محليا ودوليا.

صعقة كهربائية تودي بحياة أربعيني

لفظ شخص يبلغ من العمر 43 سنة، أنفاسه الأخيرة، مساء أول أمس، بعد أن تعرض لصعقة كهربائية، أثناء عملي صيانة، بمنطقة المفاصل التابعة لبلدية بن داود، الواقعة أقصى غرب برج بوعريريج، وحسب خلية الإعلام والاتصال بمديرية الحماية المدنية، فإن جثة الضحية كانت عالقة بعمود كهربائي، لتتدخل مصالح الحماية بحضور مصالح الدرك الوطني، ومصالح "سونلغاز" بالمنصورة، لنقل جثة الضحية إلى عيادة "بن داود"، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا حول أسباب وقوع الحادث.

ملتقى حول تحسين الخدمة العمومية

نظمت، أول أمس، وحدة "الجزائرية للمياه" ببرج بوعريرج، بفندق الترقي، ملتقى حول تحسين الخدمة العمومية، تحت شعار "كلنا شركاء"، وحسب مدير الوحدة، خليل غويلة، فإن اللقاء يأتي في إطار السياسة العامة المنتهجة من طرف المديرية العامة لـ"الجزائرية للمياه"، بخصوص التواصل مع وسائل الإعلام التي لها دور كبير في تنوير الرأي العام، والمساهمة في خدمة التنمية رفقة المجتمع المدني، الذي أصبح شريكا في بناء الجزائر.

تم خلال اللقاء، عرض أبرز نشاطات الوحدة للسنة المنصرمة 2023، رفقة السلطات المحلية، وكذا عرض تحديات وآفاق السنة الجارية 2024، والتي يهدف من خلالها مسؤولو القطاع، إلى تحسين الخدمة العمومية للمياه عبر جميع البلديات، التي تشرف الوحدة على تسير شبكة المياه بها.

كما تطرق إلى أهمية استغلال الرواق الممون لبلدية برج زمورة وبلدية تسامرت شمالا، ابتداء من محطة معالجة المياه بسد تيشي حاف، مرورا بخزان 2000م3 في قنزات، وصولا إلى خزان 6000 م3 ببلدية برج زمورة، وكذا بداية عملية التوزيع نحو بلديات برج زمورة وتسامرت، بمعدل تدفق 80 ل/ثا، ما يسمح بتحسين عملية التوزيع بالمياه الصالحة للشرب عبر أحياء بلدية برج زمورة، ودخول حيز الاستغلال رواق مجمع الأنقاب، المنجزة ببلدية الماين، مع محطة إعادة الضخ عبر قناة التحويل الممونة للبلديات الخمس لدائرة جعافرة، بمعدل 60 ل/ ثا، ما مكن من التعديل في برامج التوزيع، حيث أصبح التموين يوميا لفائدة هذه البلديات، مع تسجيل ارتياح وسط سكان المنطقة.

أعداد سابقة

« ماي 2024 »
الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
    1 2 3 4 5
6 7 8 9 10 11 12
13 14 15 16 17 18 19
20 21 22 23 24 25 26
27 28 29 30 31